فقدت ساحة الدراما الإذاعية السعودية واحدا من أهم أسمائها الفاعلة، وذلك برحيل الفنان عبدالستار صبيحي الذي توفي البارحة الأولى في جدة إثر معاناة مع مرض السرطان الذي لم يمهله طويلا، والفنان الراحل يعد أحد أهم وأشهر ممثلي الدراما المحلية في إذاعة جدة وعمل نحو 40 عاما في دراما الإذاعة الاجتماعية والأكثر غرابة أن عبدالستار صبيحي كان طوال عمله وماسجله من نجاحات في عالم الفن الإذاعي يعمل كمتعاون فقط ولم يتفرغ في أي من فترات حياته للعمل الإذاعي، ومع ذلك أبدع في هذا العمل وكان واحدا من أهم نجومه، حيث جايل الكثير من نجومه مثل خالد زارع وفؤاد بخش والشريف محمد العرضاوي والشريف فيصل البركاتي رحمهما الله. وعن الراحل يتحدث هنا عدد من زملائه الإعلاميين، يأتي منهم الدكتور محمد أحمد الصبيحي «شقيق الراحل» قائلا: رحم الله أخي عبدالستار الذي كان يحمل الكثير من المواهب التي ازدحمت في دواخله منذ طفولته ومنذ الطائف.. مقر أسرتنا الأول بدأ عبدالستار يكشف عن مواهبه في التعليق على الآخرين من نجوم وفنانين والتعامل مع تقليدهم كما عرف منذ صغره ممثلا عاشقا لفن التمثيل الأمر الذي جعله يعجل وصديقه طلال مداح رحمهما الله إلى جدة. ويقول الدكتور عبدالله الشائع مدير عام إذاعة جدة: فنان يحمل قلبا طيبا رغم غضبه السريع الذي يصل به أحيانا إلى تقديم استقالته من العمل كمتعاون ويهدد بترك العمل لمجرد أن تأتي بعض التغييرات في العمل بأن تكون معه هذه المذيعة في برنامج ما.. بدلا من تلك ولكنه لا يلبث أن يعود لحبه الكبير للإذاعة والعمل فيها، حدث ذلك كثيرا، كان آخرها عندما قدم برنامجه «سألوني الناس» الذي مازال يذاع حتى الآن والذي كان قد جهز الراحل منه العديد من الحلقات الجديدة التي لم تذع بعد. ويقول مستشار إذاعة جدة علي سالم بن حسين: في حين يعتصر القلب الحزن ويخيم الأسى على مشاعري بوفاة صديقي الفنان الشامل عبدالستار صبيحي استشعر رحمة الله، عرفته منذ 30 عاما خلت وجمعتني به الكثير من الأعمال الإذاعية والتلفزيونية وبعض المسرحيات حيث كان في الغالب من الأساسيين في هذه الأعمال التي كنت أخرجها عندما كنت اعمل في الإخراج في برامج مثل «اسمعوني»، «صور اجتماعية»، «أبنائي يحبون القرآن»، «قصة الأسبوع»، «قصص من التراث»، «طرق التوبة»، «الدنيا بخير»، «طول بالك»، «مواكب الإيمان»، وبعض السباعيات الإذاعية مثل «هذه هي الحقيقة»، «لا يأس مع الحياة»، «اللحظة الأخيرة»، ومسلسل «إبحار في الزمن المر»، رحمك الله يا أبا عهود وأسأل الله لك: الجنة ونعيمها، ويقول الموسيقار سراج عمر: رحم الله صديقنا وزميلنا في الركض في عوالم الفن المختلفة وأذكر أن لقاءاتنا في شارع الزمالة في الإذاعة جمعني به كثيرا هو وأمين قطان أعطاه الله الصحة والعافية وهو الذي قمت بكثير من الأعمال الموسيقية لأعماله الفنية التي أنتجها. ويقول الإذاعي أمين قطان: رحم الله عبدالستار صبيحي الفنان الذي كان يسكنه جنون الفن وفنونه المختلفة، لقد أثرى الراحل مكتبة الإذاعة في الدراما المحلية بالكثير من الأعمال التي لا تفارق الذاكرة. ويقول الإعلامي وكبير المذيعين في إذاعة جدة سابقا فريد مخلص: للراحل الكثير من التجارب الإنتاجية في دراما التلفزيون المحلي والتي وفق فيها كفن ولم يوفق فيها إنتاجا حيث دفع من جيبه الكثير من المال الذي لم يستطع إعادته ليواصل الإنتاج التلفزيوني الذي كان يعشقه، وتقول الممثلة الإذاعية اعتماد القادري التي شاركته في كثير من الأعمال الدرامية والبرامجية في الإذاعة: لقد عاشرناه طويلا رحمه الله واستفدنا الكثير من خبراته في العمل الإذاعي وسعدت بالاشتراك معه في سهرات العيد الإذاعية «عيد وعيدية» وهو البرنامج الذي كان يقوم بكتابته وبطولته وعملت معه في برنامجه الدرامي الرمضاني «رمضانيات» رحمه الله كان عزيزا علينا وصديقا مقربا للجميع. وتقول المذيعة مريم العمري: كثيرا ما كان يسعدنا بخفة دمه وحضوره في الإذاعة، وكان آخر ماجمعني به في الإذاعة رحمه الله مؤخرا رغبته في إعادة ترتيب مقدمته لبرنامجه الأسبوعي «سألوني الناس» حيث ظللنا نغني معا هذه المقدمة وهو فنان متواضع وصاحب نكتة وكان آخر ما بيننا أن عرفني على أسرته وقدم لي الدعوة لزيارة العائلة. ويقول الزميل خالد اللحياني من الإذاعة: لا أستطيع إلا قول إنا لله وإنا إليه راجعون، لقد كان عبدالستار يملأ الإذاعة ضجيجا وحبا كلما دخلها، نجمع كلنا على حبه, من جهته أوضح مدير اذاعة البرنامج الثاني الملكف أحمد الأحمدي إن الاذاعة ستبث في العاشرة ليلا حلقة خاصة عن الراحل بعنوان «برنامج خاص» من إعداده والزميل صلاح كلكتاوي وتقديم ثروت عطار وإخراج محمد الغامدي. الأسرة تتلقى التعازي في بيت الفقيد في حي البساتين في جدة خلف شركة فولفو أو على فاكس الدكتور محمد أحمد صبيحي رقم 6722600 أو جوال ماجد صبيحي رقم 0505645259 .