جاء البلسم الشافي لأسرة الشهيد براك الحارثي على يد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية، الذي قطع أكثر من ألف كيلومتر بين الرياضوبيشة حتى وصل إلى قرية سحام لتقديم واجب العزاء لأسرة الشهيد، فكانت زيارته بمثابة بلسم شافي رفع معنويات أفراد الأسرة في مشهد تجلى فيه تواصل المسؤول والمواطن. تبادل الأمير محمد بن نايف ووالد براك الشيخ علي بن براك الحارثي أطراف الحديث، فقال الحارثي «لقد كلفت على نفسك ووصلتنا إلى هنا جزاك الله خير الجزاء»، فرد عليه الأمير محمد بن نايف «حقكم علينا كبير، وحضورنا لكم واجب علينا». ولم يكتف الأمير محمد بهذه العبارات الإنسانية فأخذ يداعب أبناء الشهيد ويقبلهم ويحتضنهم بأبوبة وعطف، وسالت دموع الأمير عطفا على صغار براك أخفاها عنهم بالمداعبة والتشجيع، وهو يعدهم بمستقبل مضيء ومشرق، كيف لا وهم أبناء وبنات شهيد قدم روحه فداء للدين والوطن. أما قرية (سحام) الحالمة على ضفة وادي بيشة، فقد أضفى استشهاد براك بن علي الحارثي عليها لقب (قرية البطل الشهيد براك)، هكذا جاوبنا الصغير قبل الكبير عندما كنت وزميلي المصور في اتجاهها لتقديم واجب العزاء في شهيد الوطن وتغطية زيارة الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، هناك في موقع العزاء اختلط الحزن بالفرح؛ حزن الفراق، وفرح الاستشهاد في الذود عن الدين وحياض الوطن، في موقع العزاء التقينا والد الشهيد وأشقاءه وأبناءهم وقبيلته وجمعا غفيرا، كلهم يتحدثون عن براك بفخر واعتزاز، يأتي المعزون فيقدمون التهاني باستشهاده في موقف عز وكرامة. والد الشهيد الشيخ علي بن براك الحارثي شكر ل«عكاظ» حضورها وقال: «الحمد لله فقدت براك في مثل هذا الموقف المشرف، فداء للوطن، فقد نقش اسمه بقطرات دمه على لوحة شرف الوطن الذي نعيش على ترابه الطاهر بعزة وكرامة ورغد عيش كريم في ظل قيادة حكيمة عادلة». واتفق أشقاء براك على أنه لم يمت وإن غاب عن الوطن بشكل عام وعن بيشة وسحام بشكل خاص، معتبرين استشهاد براك شهادة وفخرا واعتزازا لكل أسرته وقبيلته. وقال شقيقه الأكبر عبدالله «كان شقيقي براك يسكن قرب مقر عمله في منطقة نجران، وكان في الفترة الأخيرة يمني نفسه وزوجته وأطفاله ببناء منزل لهم هنا في بيشة، حيث لا يوجد له منزل حتى الآن، فعندما يأتون إلى بيشة في الإجازات يسكنون مع الوالد والوالدة وبقية أخوانه في منزل شعبي متواضع»، وكشف أن على الشهيد ديونا والتزامات مالية من بينها سيارته الجديدة موديل 2011 التي استدانها قبل استشهاده بأشهر قليلة. وأضاف: للشهيد براك خمسة من الأبناء والبنات؛ أكبرهم أريج (12 عاما)، أسرار (عشرة أعوام)، مبارك (ثمانية أعوام)، أروى (ستة أعوام) وأصغرهم عبدالله (عامان). وعبر كل من محافظ بيشة محمد بن سعود المتحمي، رئيس مركز سد الملك فهد إبراهيم موسى العواد، وشيخ بلحارث في بيشة عمير بن عبدالله بن عاتق، عن اعتزازهم باستشهاد براك في موقف شرف وعزة وكرامة، وشكروا الأمير محمد ين نايف على تكبده عناء ومشقة السفر والحضور إلى بيشة لتقديم العزاء ومواساة أسرة الشهيد، مشيرين إلى أن هذه اللفتة الأبوية الحانية ليست غريبة على مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية، مؤكدين أن بيشة وأهلها مع الدولة يدا بيد ضد الإرهاب والفئة الضالة، مؤكدين أن استشهاد ابن بيشة براك الحارثي وإصابة ابن بيشة الآخر عبود الأكلبي، وسام شرف على صدور أهالي المحافظة بشكل عام.