تمتاز فكرة العدالة في المجتمعات وفق تقاليدها؛ كونها مظلة للجميع لا تقتصر على الجانب الخلقي، إنما تصبح مبدأ يحق للإنسان أن ينشد الفضيلة سلوكا ويرث صفا النفس حتى في حراكه الجسدي، ويأتي القانون مشعا لنفسية الإنسان باختلاف التنافس. لم يكن الأهلي هو الكاسب الوحيد لقضية (السعران) أمام الشباب، بل كسبت الرياضة وفق مشروعيتها (العدالة)، كسبت الحياة بتسامي العدالة وممارسة الشفافية وتطبيق الأنظمة، بخلاف عبث مورس كسلوك رياضي بمختلف أساليبه في ظل شبه يقين أن الرياضة أصبحت مأوى لكل (الفهلويين) ومتسعا لكل من يؤمن بالقفز والتلاعب وأخذ حقوق الآخرين والتكسب بل حتى تسلق الشهرة. إنني على يقين أن ما بعد قضية الأهلي والشباب وضربها بالقانون والحيثيات هي مرحلة ستؤطر لحراك رياضي يؤمن بالقانون ويفرش الأنظمة واللوائح لكل من يريد أن يسير في منظومة المنافسات الرياضية، كما أن الوعي الجماهيري الذي ظهر عاليا في هذه الأزمة هو أيضا مشرع آخر وضمان لعبث استشرى طويلا، إذ إن هذا المدرج بوعيه فضح تجاوزات من يدعي أنهم من النخب الإعلامية؛ مارست ازدواجيتها وأطلقت حناجرها وتسابقت على القنوات الإعلامية المختلفة لمزيد من التكسب. كنت مشفقا على حال الكرة السعودية خلال الأيام الماضية، ولقد اتضح -كما كنت سابقا أقول- أننا نعيش أزمة ثقافية وأننا نتاج خطاب إعلامي لا أريد أن أقول مؤدلجا، لكنه فارغ لا يقدم شيئا سوى التظليل، ولا يبنى عليه حق يتسم بالتزييف ويقدم تبريرات واهية، كما أنه يشع منه العاطفة لدرجة الإشفاق على من يطرحه. إن ما يعزز الثقة في موسم قادم أكثر نجاحا، أن أزمة مثل هذه جاءت في أواخر مسابقات الموسم الحالي، وهو ما يعني أن موسما أكثر انضباطا وأكثر شفافية وأكثر تلحفا بالأنظمة والقوانين سيكون، وأن بيئة مختلفة وكفاءات مؤهلة هي ما ستكون أكثر ظهورا في مسرح الحراك الرياضي المقبل، وأن الفوضوية وتغليب المصالح والتكسب كانت بمثابة مرحلة وانتهت. إن الإشارات التي كان الأمير نواف بن فيصل قد أرسلها منذ بداية توليه هذا المنصب، كانت بمثابة تحذير، وأن مرحلة العمل قد بدأت بالإعفاءات، وأن الاحلال هو ما سيكون عنوان المرحلة المقبلة. *** أجمل ما في جماهير الأهلي (جنونه) ومن يقول إن الجنون مرض عليه أن يكون حاضرا مساء السبت في استاد الأمير عبدالله الفيصل ليرى نظرية جديدة في علم الجنون، السبت موعد (الراقين) مع حفلة جنون سيمارسون فيها كل أنواع الصخب الذي يعيد للقلعة فرقة رعب أخافت قلوب منافسيها وتداعوا لضربها حتى وهي تشكو آلام السنين.. إنه الجنون الذي سيعرف الآخرون حجمهم أمامه. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 169 مسافة ثم الرسالة