يعاني سكان حي السبيل جنوبي جدة من استغلال الحمالة الوافدة بعض الباحات المهجورة لتخزين الحديد المستعمل «السكراب»، وسط غياب أمني يحد من انتشار هذه الظاهرة في الحي. ولا تتوقف مشاكل حي السبيل على استغلال الباحات الكائنة وسط المنازل بشكل غير نظامي، لكن القائمة تتضمن مشاكل أخرى متمثلة في انتشار النفايات، وطفوحات مياه الصرف الصحي، وغياب الجهات المسؤولة عن نظافة وتطوير الحي. وحث عضو المجلس البلدي في جدة المهندس بسام بن جميل أخضر الأمانة على تشديد الرقابة على شركات النظافة الموكلة إليها عملية نظافة حي السبيل، بعد شكاوى المواطنين المتكررة من باحات السكراب والسيارات الخربة، مؤكدا أهمية مراقبة الباحات التي لا تحمل رخص لمزولة النشاط، والحفاظ على الجوانب البيئية حتى لا يتعرض السكان إلى مخاطر صحية. وكشف أخضر عن أن حي السبيل يخضع حاليا لشركة خزام لتطوير الأحياء العشوائية باعتباره أول الأحياء التي سيتم تطويرها ضمن ال(56) حيا صدرت موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز على تطويرها في مدينة جدة، مضيفا «الشركة مطالبة بسرعة اتخاذ القرار، لاسيما أن جميع سكان العروس ينتظرون مرحلة التطوير التي ستمثل نقلة نوعية كبيرة لهذه المدينة». وعرج عضو المجلس البلدي على الناحية الأمنية والبيئية، بالقول «ندرك أن مسألة تطوير الأحياء العشوائية ستأخذ الكثير من الوقت، لذلك ينبغي على الأمانة ومختلف الجهات ذات العلاقة أن تراقب الجانب البيئي والأمني من خلال الحفاظ على نظافة الشوارع والبحث عن حل لتجمع النفايات، مع التشديد على تعبيد وتنظيف الشوارع الداخلية، وكذلك عدم السماح بإقامة المخالفين من العمالة السائبة، وتشديد الرقابة على الأحواش التي يتم تأجيرها بصورة عشوائية واستخدامها لغير أغراضها». وأكد المهندس بسام أخضر تجاوب المجلس البلدي مع مشاكل المواطنين وهمومهم في مختلف الأحياء والاطلاع ميدانيا عليها «وعلى مدار الجلسات الماضية كانت الجوانب البيئية والصحية هي الشغل الشاغل للمجلس لإزالة الآثار المتمثلة في وجود مستنقعات ومياه راكدة في عدد من الشوارع، إضافة إلى تكسر الطرق وتشققها ووجود كمية كبيرة من الحفر». وأشار عضو المجلس البلدي في جدة إلى صعوبة إنهاء جميع المشاكل التي تواجهها أحياء المحافظة، وعلى رأس القائمة حي السبيل، مشيرا إلى أن جميع الحلول الموجودة وقتية، وأن الحل النهائي لن يأتي إلا في أعقاب إنجاز مشروعات تصريف مياه الأمطار والسيول، ومعالجة تسرب المياه الجوفية التي تتسبب في الضغط على القشرة الأرضية وتتسبب في خسائر كبيرة على صعيد البنية التحتية. من جهته، يقول ماجد درويش من سكان حي السبيل «نعاني من توافد أعداد كبيرة من العمالة التي استغلت بعض الأحواش كمستودعات لتخزين السكراب والبقايا المعدنية، وسبق وأن رفعنا شكاوى للجهات المعنية تتمحور حول هذه الظاهرة وزودناهم بملاحظات أخرى كانتشار النفايات وطفوحات مياه الصرف الصحي، وفي المقابل ندرة الأعمال المخصصة للنظافة وتطوير الحي إلا أننا لم نجد تجاوبا ملموسا يمكن أن يشفع لتلك الجهات أو يؤكد اهتمامها بالحي». وأضاف ماجد درويش «الأمطار الأخيرة تسببت في الإضرار ببعض المباني القديمة أسفر عن انهيار بعضها بطريقة مفاجئة أرعبت سكان المنازل المجاورة، وهددت سلامتهم، ويؤكد أن معظم المباني المتهالكة في الحي أصبحت مأوى للمخالفين الذين حولوها إلى مخازن للمخلفات المعدنية والكراتين». بدوره، استغرب سعيد الصبياني من سكان حي السبيل تجاهل الأمانة للملاحظات التي يعاني منها السكان في السبيل، مضيفا «معظم الشوارع داخل الحي لا زالت ترابية ولا تتوافر فيها الإنارة، رغم إمكانية تزفيتها وإنارتها». ويقول سعيد الصبياني إن بعض شوارع الحي أغلقت بشكل كامل إثر تكدس السيارات المتعطلة، والنفايات ما زاد الوضع البيئي في الحي، وأدى ظهور الروائح الكريهة بعد اختلاطها بمياه الصرف ومياه الأمطار الأخيرة.