تكالبت ظروف الدهر على السبعينية أم عبدالله في خميس مشيط، فعاشت في عزلة مريرة لا أنيس فيها ولا جليس، وقد بدأت معاناتها منذ تخطيها سن الزواج فعاشت حياتها بلا زوج أو أطفال. وفي أثناء ذلك كان شقيقها الوحيد هو من يصرف عليها ويعولها، ولكن شاءت الأقدار أن يتوفى شقيقها فتفقد بموته السند الذي كان يقف إلى جانبها في جميع ظروفها وأحوالها، وإذا كان لها شقيقة تكبرها فقد عاشت بعيدا عنها في منطقة أخرى، لتحكم العزلة أطنابها عليها. وزاد في معاناتها إصابتها بآلام مزمنة في الظهر والركبتين ما جعلها تتحرك بصعوبة لقضاء حاجياتها داخل منزلها. ووصلت هذه المعاناة ذروتها عندما طالبت براتب شقيقها المتوفى، فطلب القاضي إحضار «عاصب».