شدد مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ بعدم جواز إجبار الفتيات على الزواج بمن لا تريد مهما كانت المبررات، واستدل على ذلك بحديث الرسول (صلى الله عليه وسلم) «لا تنكح الأيم حتى تستأمر ولا تنكح البكر حتى تستأذن». مفتيا بعد جواز الإجبار أو وضع الفتاة تحت ضغط لتوافق على الزواج مكرهة، مؤكدا على أن ذلك يخالف الشرع، وعد ولي الأمر الذي يجبر الفتاة على الجواز بمن لا تريد بحجة أنه يعرف مصلحتها وأن من اختاره رجل جيد بأنه مخطئ وآثم شرعا معرض للعقوبة وعدم التوفيق في الدنيا والآخرة لأنه خالف شرع الله، رافضا أن يستخدم بعض الآباء أساليب شتى للضغط على الفتاة لإجبارها على الزواج بمن تريد، داعيا الآباء لإقناع الفتيات في حال رأى أن الرجل مناسب لها لكن دون إجبار، معتبرا أن من الولي الذي يعطي الموافقة للطرف الآخر بحجة وجود كلمة رجال بينهما دون موافقة الفتاة بأنه قدم العادات والتقاليد على الشرع وهو أمر لايجوز، مؤكدا أن شرع الله فوق العادات والتقاليد، ولفت المفتي إلى وجود آثار سلبية عديدة تترتب على إجبار الفتاة على الزواج بمن لاتريد من خلال عدم الاستقرار النفسي والأسري لكلا الزوجين واحتمالية حدوث الطلاق وتشتيت الأبناء، ناصحا الآباء بتقوى الله في أبنائهم وبناتهم واتباع الشرع في تعاملهم معهم، وداعيا الرجل الذي يجبر بالزواج بمن لا تريده بأن يعرف المآلات السلبية لهذا الزواج ويخلي سبيلها، وطالب آل الشيخ الفتاة التي أجبرت على الزواج بمن تريد وأكرهت على ذلك بآن تراجع المحكمة والتي يمكن آن تفسخ العقد حسب ماتراه. وصادق عضو هيئة كبار العلماء المستشار في الديوان الملكي الدكتور عبدالله بن سليمان المنيع على كلام المفتي بأن إجبار وإكراه الفتاة على الزواج بمن لاتريد أمر محرم شرعا. وقال المنيع: «لايجوز لولي أمر الفتاة ولو كان أباها أن يجوزها لمن لا تريد إلا برضاها الكامل فإن رضيت دون إجبار أو إكراه أو ضغوط يجوز ذلك، أما بخلاف ذلك فإنه لا يجوز شرعا بل يحق للقاضي فسخ العقد من زوجها في حال ثبت الإجبار والإكراه»، مشددا على أن العقد خاطئ وللفتاة الحق في الاختيار وليس للأب إجبارها على من لا تريد. وأوضح المنيع أن بعض الآباء يضغطون على بناتهم بتهديدها بتطليق أمها أو إخراجها من وظيفتها أو حرمانها من امتيازات أخرى لتوافق على الرجل، مؤكدا أنه عمل غير جائز، وطالب الفتاة بعدم الانصياع لهذه الضغوط فشرع الله فوق الجميع و«لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق»، مشيرا إلى أن الأب إذا طلق الأم فإن الله سيعوضها بخير منه قال تعالى «وإن يتفرقا يغن الله كلا من سعته». وشدد عضو هيئة كبار العلماء على أن من يتعسف بتزويج ابنته ممن لا تريد ويكرهها على ذلك يهددها بعدم إخبار الرجل بأنها مكرهة بأنه يستحق العقاب في الدنيا بحيث لا يوفقه الله في حياته وأعماله، ويوم القيامة له من الله ما يستحق من العذاب لأنه ظلم ابنته وتعسف في ممارسة الحق في ولايته التي أعطه الله إياها وتسلط على ابنته وهو عمل محرم بلاشك وآثم صاحبه»، مطالبا أولياء الأمور من آباء وإخوان وأعمام بتقوى الله وعدم تقديم العادات والتقاليد على شرع الله بعدم الأخذ برأي الفتاة أو إجبارها، مشيرا إلى أن الزواج مسؤولية مشتركة ومن رأى من الشباب أن الفتاة قد أجبرت عليه وتكرهه ولا تريده فعليه أن يخلي سبيلها طاعة لله وسيعوضه الله خيرا منها.