تسببت الارتفاعات المباشرة في أسعار الشعير إلى 65 ريالا للكيس الواحد هذا الشهر في وقوع مشاجرات بين المواطنين. وشهدت الساحات المخصصة لبيع الشعير في رجال ألمع تدافع أعداد كبيرة من المواطنين لشراء الشعير، وتدخلت الجهات الأمنية وبعض المواطنين في فض الشجار بين المواطنين، فيما اضطر عدد من مربيي الماشية في محافظة رجال ألمع إلى هجر مهنتهم التي ظلوا يزاولونها منذ عقود طويلة. وطالب عدد من المواطنين الجهات المختصة بتكثيف الرقابة للحد من هذه الارتفاعات السعرية الكبيرة، مشيرين في ذات الوقت إلى أن عدد مربيي الماشية في المحافظة بدأ في التناقص، ما يؤدي إلى انقراض الماشية. وأبدى مواطنون استياءهم من ارتفاع أسعار الأعلاف وبالذات الشعير، وأشاروا إلى أن سعر الكيس الواحد ارتفع إلى 65 ريالاً رغم تخفيضه من معدله المعتاد وهو 45 كيلو جراماً. وقال المواطن محمد الريمي إن هذا الارتفاع الباهض في أسعار الشعير أدى لبيع بعض المواشي حتى نتمكن من توفير السيولة لشراء الأعلاف. وأشار المواطن علي مفرح الألمعي إلى تباين الأسعار بين التجار والموزعين وتلاعبهم بها، لافتاً إلى أن مربيي الماشية يأملون النظر في وضعهم وتثبيت الأسعار المناسبة لهم حتى يتمكنوا من شراء الأعلاف لمواشيهم. من جانبه قال محمد أحمد مفرح أصبحت ماشيتي تتناقص وتنقرض بشكل تدريجي، وبعد أن كنت أربي أكثر من 600 رأس غنم، أصبح لدي حالياً 250 رأسا، ولم أجد سوى أن أبيعها لارتفاع تكاليف أعلافها لكي أستطيع تربية نصفها على الأقل، لافتاً إلى أنه سيتخلى عن تربيتها نهائيا لكيلا يتعرض للخسارة في النهاية. وأضاف «يمارس تجار الشعير في المحافظة أساليب الاحتكار بهدف رفع الأسعار التي هي أصلا مرتفعة، ونحن نشاهد ذلك ولا نستطيع عمل شيء، مشيراً إلى أن فرعي وزارتي التجارة والزراعة غائبان عن المشهد كليا، ويكتفيان فقط بأخذ التسعيرة يوميا فقط. من جانبه أكد ل «عكاظ» مدير فرع الزراعة في محافظة رجال ألمع علي محمد البناوي، أن هناك أزمات متكررة في أسعار العلف وخصوصا الشعير أثرت وبشكل كبير على استمرار مربيي الماشية في تربية ماشيتهم، مشيرا في ذات الوقت إلى إن ارتفاع التكاليف الباهظة للأعلاف يكبد مربيي الماشية خسائر كبيرة، مما يدفع بعضهم لهجر مهنتم وهذا يضر بالأهداف التي تسعى لها الدولة للحفاظ على الناتج المحلي من الثروة الحيوانية ودعمها.