أدى تجفيف التجار للشعير، في محاولة للتهرب من تسعيرة وزارة التجارة إلى ارتفاع أسعار الأعلاف الأخرى، مثل البرسيم في سوق حائل، فوصل سعر اللبنة الواحدة القادمة من مزارع بسيطا في الجوف إلى 35 ريالاً، ووصل المحلي إلى 25 ريالاً للبنة. وفيما توقع مراقبون انخفاض أسعار الأغنام إثر التراجع الملموس في أسعار الشعير إلى 40 ريالاً للكيس، بعدما كان 52 ريالاً, واصلت ارتفاعها في سوق حفر الباطن أكبر أسواق الماشية في المملكة. و قال رئيس الجمعية الزراعية في حائل خالد الباتع: إن تهرب تجار الشعير من تسعيرة وزارة التجارة الأخيرة أدى إلى تجفيف السوق من الشعير ولا بديل سوى الأعلاف الأخرى التي وصلت إلى أرقام قياسية. وأوضح الباتع أن سعر لبنة البرسيم اليوم من 20 إلى 25 ريالاً للمحلي، ومن 30 إلى 35 ريالاً لبرسيم الشركات، وهي أرقام قياسية في المنطقة، حيث كان سعر اللبنة قبل أزمة الشعير يتراوح بين 6 ريالات و 12 ريالاً صعوداً وهبوطاً. وأكد أنه لا يوجد شعير في السوق اليوم بكميات كافية، ما دفع مربيي الماشية إلى البحث عن البدائل الأخرى وأفضلها البرسيم والتبن. وقال خبير في شؤون البادية محمد الضرباح: إن أسعار الأعلاف البديلة عن الشعير وصلت إلى أرقام قياسية في سوق حائل بعد وصول سعر لبنة البرسيم القادم من مزارع بسيطا في الجوف إلى 35 ريالاً في اليومين الماضيين فيما وصل سعر البرسيم المحلي إلى 25 ريالاً. وأوضح أنه يفرق بينها طول اللبنة، ففي برسيم الشركات تصل إلى متر وعرضها إلى 40 سم، فيما المحلي طوله 80 سم في 30 سم. وأكد الضرباح أن أحوال مربيي الماشية في تدهور مستمر حيث يعانون موت مواشيهم بشكل يومي. وطالب الضرباح الوزارات المعنية بسرعة التحرك على كافة الصعد حتى لا تحصل كارثة في القطاع الحيواني. وأوضح أنه لم يصبح لدى مربيي الماشية أمل بتخفيض تلك الأسعار إلا بهطول المطر، وقد أدى سقوط الأمطار في الأيام الماضية إلى هبوط الأسعار وإن كان بشكل طفيف. وقال مربي الماشية قبلان الفرحان: إنه وخلال الشهرين الماضيين مات من قطيعه البالغ 100 رأس، 20 رأساً بسبب الجوع وعدم استطاعته تأمين الأعلاف الكافية لها، وأدى ذلك إلى بيعه أمهات القطيع لمحاولة تخفيف الأعباء عنه. وأكد الفرحان أن صغار المربين لن يستطيعوا الاستمرار في تربية مواشيهم في ظل هذه الأسعار، مطالباً بتدخل سريع لدعمهم أو دعم الأعلاف المحلية لتخفيض سعرها. وفي جولة بدا سوق الأغنام بحفر الباطن مزدحما بآلاف رؤوس الأغنام لكن الأسعار لم تكن متوقعة من قبل المشترين، إذ كانوا يتوقعون أن يجدوا أسعاراً أقل من الأسعار السابقة إبان ارتفاع أسعار الشعير، أو لعل بعضهم يود أن يرى تدني الأسعار كاستجابة من تجار وباعة الماشية لانخفاضات الأعلاف تمشياً معها، لكن نتائج انخفاض الأعلاف أصبحت عكسية، فكلما انخفضت الأسعار تمسك الباعة بالمواشي حتى ترتفع أسعارها مستفيدين من الإقبال الكبير على الشراء من قبل ملاك الماشية الذين أسرفوا في بيعها عندما كان الشعير غالياً لسد الحاجة من الكميات المطلوبة من الأعلاف. وقال ناصر الشمري: إنه قدم للسوق لشراء "ذبيحة" وإنه كان يتوقع أن يجد أسعاراً أقل مما كانت عليه في الشهر الماضي بعد الانخفاضات الملحوظة في أسعار الشعير، إلا أنه فوجئ بعدم انخفاض الأسعار متسائلاً عن دور الرقابة على الأسواق بالمحافظة للتحذير من التلاعب بالأسعار والارتفاعات غير المنطقية، من وجهة نظره. وقال المواطن سلطان علي الذي يعمل في الشراء والبيع في السوق لحسابه الخاص: إن سعر الخروف "النعيمي" وهو يمثل الأغلبية في السوق يتراوح ما بين 950 إلى 1000 ريال, أما أسعار المواشي من الأغنام التي يقبل على شرائها ملاك الماشية لغرض الإنجاب والتكاثر، فقد تراوح سعرها بين 750 إلى 850 ريالاً للرأس.