«نحمد الله جت على ما نتمنى، من ولي العرش جزل الوهايب».. بهذا تردد حناجر المشاركين في العرضة السعودية على إيقاع الطبول ولمعان السيوف اليوم في الجنادرية. وكعادته السنوية، يرعى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز العرضة، وهي واحدة من أهم أنشطة الجنادرية، وتترجم العرضة وحدة الوطن وتلاحم أبنائه قيادة وشعبا، وتجسد عزة الأمة وقوتها. وتعتبر العرضة الحاضرة الدائمة في كل المناسبات، والتي يشارك فيها المسؤولون والمواطنون تعبيرا عن الفرح والسلام، وهي أشبه بتجديد الولاء للملك لأنها كانت رقصة الحرب في زمن الحروب. «عكاظ» وقفت على التجهيزات داخل صالة العرضة، حيث امتلأت بصور خادم الحرمين الشريفين، وولي العهد، والنائب الثاني وعبارات الترحيب المميزة بهم وكان العمل يجري على قدم وساق من كافة العناصر التي تشارك في تنظيم العرضة، حيث كان العقيد خالد الشلهوب من منسوبي الحرس الوطني يراقب ويتابع بشكل نشط جميع التجهيزات داخل الصالة لدرجة أننا حاولنا التحدث معه فاعتذر لانشغاله، ومع ذلك لم ينفك على تسهيل مهمة «عكاظ» في التجول ومشاهدة الاستعدادات الأخيرة التي تسبق البروفات التي سيقوم بها المشاركون في العرضة والتي كانت البارحة، وكثيرا ما شوهد في حديث جانبي مع مخرج العرضة فطيس بقنة لتوضيح أهم احتياجاتهم لكي تخرج المناسبة على أكمل وجه كما تعود المشاهد كل عام. وجاءت العرضة تطورا لعادة عربية قديمة عرفها العرب منذ القدم في حالة الحرب، وإن كانت لا توجد نصوص في التراث العربي القديم يستطاع من خلالها الربط بينها وبين واقع العرضة التي تعرف اليوم، لكن الملاحظ وبكل وضوح أن أركان العرضة الأساسية كانت ملازمة للحرب، فالطبول تقرع منذ القدم في الحرب، والسيف يحمل، والشعر الحماسي عنصر أساسي من عناصر الحرب. وتعد العرضة النجدية فنا حربيا كان يؤديه أهالي نجد بعد الانتصار في المعارك، وذلك قبل توحيد أجزاء البلاد عندما كانت الحروب سائدة في الجزيرة العربية. ومن مستلزمات هذا اللون من الفن الراية والسيوف والبنادق للمنشدين قصائد الحرب، بينما هنالك مجموعة من حملة الطبول، التي يضربون عليها بإيقاع جميل متوافقا مع إنشاد الصفوف، ويطلق على أصحاب الطبول الذين يقفون في الخلف طبول التخمير، أما الذين في الوسط فهم الذين يؤدون رقصات خاصة طبول الإركاب، كما يوجد في الوسط حامل البيرق (العلم)، وتقام في وقتنا الحاضر العرضة النجدية في مواسم الأعياد والأفراح. والعرضة وإن كانت غالبا مرتبطة بالحرب إلا أنها تؤدى في مناسبات أخرى كالاحتفالات والأعياد والزيجات، فعندما تقام حفلة كبرى لاستقبال شخصية مهمة غالبا ما تؤدى العرضة. وحول تجهيزات النقل الخارجي للعرضة، أوضح عبد الله بن محمد المسبحي، من وحدة النقل الخارجي والمتابعة في وزارة الثقافة والإعلام، أن البث المباشر يعتمد على البث الفضائي أو المايكروويف، فبالنسبة للبث الفضائي فهي أسرع لوصول الصورة والصوت للمشاهد، حيث تتراوح المدة بين الخمس والسبع دقائق، وبالنسبة للمايكروويف فالمدة قرابة ال15 دقيقة ولكن المشاهد لا يلاحظ ذلك على الإطلاق نظرا للتجهيزات الجبارة التي تحرص الوزارة متمثلة في الشؤون الفنية على توفيرها. وتابع المسبحي نحن لدينا سبع كاميرات للبث، إضافة إلى الكرين وكاميرات الواير لس لضمان جودة الكاملة للصورة عند نقلها، كذلك هناك كاميرتان حديثتان قامت الوزارة بتوفيرها لنا. وحول الصعوبات التي من الممكن أن تواجههم، أكد ألا صعوبة تذكر سوى مدى حرصنا على وصول الصوت واضح جدا. وفيما إذا كانت الظروف الجوية من أمطار وغبار تؤثر على البث المباشر قال المسبحي: هذا يواجهنا عندما يكون النقل في مكان مكشوف فمن الممكن أن يضيع جهد 90 في المائة من عملنا ولكن في الأماكن المغلقة، فلله الحمد نعمل ونحن مطمئنون.