رحبت قوى سياسية لبنانية ببيان الأمانة العامة لدول مجلس التعاون الخليجي الذي صدر أمس الأول عن القمة الطارئة في الرياض، مؤكدة أن هذا البيان كان لا بد منه لوضع حد للتدخل الإيراني في الشؤون الداخلية لدول مجلس التعاون الخليجي، من جهة، ودحض الادعاءات الباطلة غير المسؤولة التي صدرت عن بعض الدوائر الإيرانية أخيرا. واستطاعت «عكاظ» آراء بعض النواب حول البيان إذ اعتبر عضو كتلة حزب الكتائب النائب والوزير السابق ايلي ماروني اعتبر في حديثه للصحيفة أن اجتماع دول مجلس التعاون الخليجي الذي عقد في الرياض جاء ليؤكد استقلالية الدول ويدين التدخل الإيراني في الشؤون الخليجية، بعدما تفاقمت الأمور من خلال أحداث البحرين والتجسس الإيراني في دولة الكويت. وأدان ماروني التدخل الإيراني في الشؤون الداخلية لدول مجلس التعاون الخليجي بالقول: «كما رفضنا ونرفض باستمرار أي تدخل خارجي في الشؤون اللبنانية». واختتم ماروني: «إن هذا التدخل يشكل انتهاكا للمواثيق الدولية وعلاقات حسن الجوار، وإن وجود قوات خليجية في البحرين أمر أقره مجلس التعاون الخليجي ضمن نظامه الداخلي. وبالتالي، لا يشكل أي تدخل يزعج الآخرين. نحن نرفض التدخل في شؤون دول مجلس التعاون الخليجي الشقيق كما نرفض التدخل في شؤون أي دولة صديقة». عضو كتلة تيار المستقبل النائب الدكتور عمار حوري أوضح ل «عكاظ» إن «بيان دول مجلس التعاون الخليجي عبر عن مجموع الهواجس التي تعاني منها كل دول المنطقة وشعوبها، وليس فقط دول الخليج وذلك بعض التصرفات المريبة التي أمعنت إيران في افتعالها حتى وصل الأمر إلى الخط الأحمر وتجاوز كل الحدود والأعراف». وتابع حوري «إننا في لبنان لا نزال نعاني من التدخل الإيراني في الشؤون اللبنانية وتدخلها المكشوف في مملكة البحرين الشقيق. وقد جاء البيان ليضع النقاط على الحروف، وليؤكد مرة أخرى العودة إلى العلاقات الطبيعية والأخوية بين الدول العربية والإسلامية التي لا نزال نطالب فيها ليس مع إيران فقط إنما مع جميع الدول الشقيقة وأن ترقى إلى مستوى الندية». عضو أمانة 14 آذار، النائب السابق مصطفى غلوش رأى أن دول مجلس التعاون الخليجي كانت تحاول أن تبعد شبح المواجهة عن المنطقة، وأدركت من خلال التجربة مع البحرين والكويت ودول أخرى مثل لبنان أن القضية لن تمر مرور الكرام دون أن تنتج مواجهة حقيقية، لأن الأهداف المكتوبة لمنطق الولاية التي تتربص بدول المنطقة، تنذر بهذا الخطر. فكان الاجتماع الطارئ الذي عقد في الرياض وصدر عنه البيان المدروس والمنطقي الذي يفيد أنه إذا لم يوضع حد لهذا التدخل السافر، فإن الأمور سوف تتفاقم بشكل فاضح سيؤدي إلى تطور خطير لا تحمد عقباه».