على إثر كتابتي مقال يوم الأربعاء الماضي (مشاعل للوطن) بمناسبة فوز الأميرة الدكتورة مشاعل بنت محمد آل سعود بجائزة الأممالمتحدة في مجال المياه، تلقيت رسالة شكر على المقال من صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن بندر بن عبدالعزيز آل سعود، كان يعبر فيها عن اعتزازه البالغ وفخره الجم بالأميرة مشاعل (زوجته) التي يشهد لها بأنها استطاعت أن تبني منزلا عائليا مثاليا، إلى جانب جهودها الكبيرة في مجال العمل والبحث العلمي في سبيل الرفع من شأن هذا الوطن الغالي وخدمة الأمة والإنسانية جمعاء. استوقفتني كثيرا رسالة الأمير خالد المعبرة عن سعادته الكبيرة بنجاح زوجته، وأجاشت في نفسي انفعالات متفاوتة بما احتوت عليه من عبارات الاعتزاز والفخر والابتهاج بما حققته شريكة الحياة ورفيقة الدرب وأم العيال، كانت الرسالة تجسد من جهة حقيقة جميلة لما نرسمه في أخيلتنا من صورة مثالية للتلاحم النفسي والروحي بين الزوجين وما ينبغي أن تنطوي عليه العلاقة بينهما من امتزاج كلي وانصهار تام يجمع بين ذاتيهما في ذات واحدة، حتى ليضحي نجاح أحدهما مجسدا لنجاح الآخر وسببا في سعادته. ومن جهة ثانية، كانت الرسالة تعكس صورة بديعة ورائعة لموقف الزوج الذي اختار لنفسه الوقوف إلى جانب زوجته داعما لطموحها ومساندا ومشجعا لا يتوانى في الاستمرار في دفعها لتظل دائما في الصف الأمامي، لا يرى في تقدمها ونجاحها سوى فخر له وتشريف. مثل هذا الموقف من الزوج، هو ما تحتاج إليه النساء في بلادنا ليتمكن من الاستمرار في التقدم بخطى ثابتة على طريق النجاح، فبدون مساندة الأزواج ودعمهم لا تستطيع النساء التحرك، ولا يتمكن من الاستمرار في السير، فالأزواج الخاذلون لزوجاتهم، أو على الأقل السلبيون في مواقفهم من طموح الزوجات يتسببون في تلكؤ تقدم المرأة وإحباط أحلامها وفشل طموحاتها. ومن جهة ثالثة، جاءت الرسالة لتقدم دليلا حيا على بطلان القول بأن انشغال المرأة بالعمل والدراسات العلمية يصرفها ويلهيها عن الاعتناء بأسرتها والاهتمام بتربية أبنائها، فهذه الشهادة الحية والإقرار الكريم من الزوج بنجاح زوجته (العالمة، العاملة) في بناء منزل عائلي مثالي، وتربية أولاد ناجحين، هو أكبر داحض ومفند لمن يتشدق بعدم قدرة المرأة على الجمع بين الاثنين، فيتبجح بترديد قول إن المرأة التي تنغمس في العمل والتعلم تقصر حتما في رعاية بيتها وشؤون أسرتها، وإن نجاح المرأة في حياتها العملية أو العلمية لا يتحقق إلا على سلم من أنقاض حياتها الأسرية. بقي أن أقول، كم هم الأزواج الذين يشابهون الأمير خالد في مساندة الزوجة في بلوغ طموحاتها، وكم هم الذين يستطيعون رؤية مزايا زوجاتهم ويشيدون بها ويعترفون بقيمتها؟ لا أدري لم يتلبسني شعور بمحدودية العدد متى قورن ذلك بالأغلبية الذين يرون كل شيء عدا مزايا الزوجات، ويقدمون لهن الكثير عدا دعم الطموح نحو بناء الذات. ص. ب 86621 الرياض 11622 فاكس 4555382-01 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة