استمتع رواد أتيليه جدة بفن وعطاء التشكيلي محمود الغرباوي الذي التقى بمحبي فنه وألوانه الحارة في أتيليه جدة، محمود قدم في هذا المعرض تجربة فطرية لفنان فطري لم يتعامل مع الفن التشكيلي كدراسة ولكنه قدم ما يسكن وجدانه من فنون وهواية قد يقبلها البعض وقد يستهجنها البعض الآخر من مريدي اتجاهات ومدارس الفن المختلفة، ولو أن تجارب الغرباوي في هذا المعرض كانت غير محددة الملامح فتارة تجده في عمل ما .. وكأنه الضعف كله لاسيما في الموضوعات الاجتماعية أو رسم تلك الموضوعات وتارة تجده صاحب اتجاه ومدرسة وكأنه الدارس والباحث وهكذا، فألوانه الحارة كانت أول ما يلفت إلى المعرض كذلك التباين الواضح في اتجاه الفنان في لوحات البورتوريهات المليئة بها جدران المعرض والتي تجد فيها كمشاهد أنه يغوص في مدرسة بيكاسو التكعيبية .. بورتوريه بشكل تكعيبي. كانت لوحة «جالسون في مقهى خليجي قديم» من اللوحات التي قدمها الفنان بشكل وألوان جميلة. هذا هو المعرض الشخصي الثالث لمحمود الغرباوي بعد معرضيه الأول في أتيليه جدة والثاني في المركز السعودي للفنون التشكيلية كما شارك في كثير من المعارض الجماعية المشتركة في كل من الإسكندرية والقاهرة وبيروت والرباط وفي معارض الرئاسة العامة لرعاية الشباب ومعارض الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون، ويقول عن الغرباوي وأعماله الناقد رياض حمدون : إن التفاني الملحوظ في العملية الإبداعية لدى الغرباوي يظهر لنا تلك المسيرة المضنية التي خاضها بحثا وتجريبا وبكل خطى ثابتة وواثقة تتلمس المردود الفعلي لذلك التعمق في الشأن الجمالي.