مهما تباينت الآراء بين مؤيد ومعارض لفكرة الزفاف الجماعي، يظل خطوة رائدة وعملية في إطفاء لهيب المهور والصرف البذخي من قبل بعض الأسر، فكم من شباب استدانوا آلاف الريالات لدخول القفص الذهبي، وظلوا سنين عديدة يسددون في هذه الديون التي قلبت أفراحهم إلى هموم وأحزان، ما يؤكد أهمية فكرة الزواج الجماعي التي تدعمها المؤسسات والجمعيات الخيرية، وترفضها عادات وتقاليد عدد كبير من العائلات. وأكد رئيس مجلس إدارة مركز الأمير فهد بن سلطان الاجتماعي الدكتور عبدالخالق بن حمزة سحلي، أهمية الزواج الجماعي في تخفيف التكاليف العالية، والحد من الإسراف الذي تشهده بعض الزواجات، واستشهد بمبادرة ودعم صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان أمير منطقة تبوك، لزفاف ألفي فتاة وشاب في أكبر زواج جماعي على مستوى المملكة، لافتاً إلى أن المركز سيطلق صندوقاً للزواج الجماعي لدعم العرسان مادياً وعينياً. وثمن ل «عكاظ» عدد من الشابات والشبان، تجربة هذا النوع من الزواج، وبين علي إبراهيم، بأن تكاليف زواجه لم تتجاوز ال 15 ألف ريال نظير مشاركته مع 18 من أقربائه العرسان، مؤكداً بأن ذلك وفر له الشيء الكثير وجنبه الديون. الشاب محمد إسماعيل وفر 90 ألف ريال لمشاركته في زفاف جماعي مع عشرة عرسان من أقربائه، لم يكلفه سوى 20 ألف ريال، لافتاً إلى أنه لا يجد حرجاً في المشاركة في هذه الاحتفالات. من جانبها، قبلت سهى أحمد فكرة الزفاف الجماعي لضعف مرتب زوجها، وعدم قدرته على تحمل مصاريف وتكاليف الزواج الباهظة، مشيرة إلى أن زوجها شارك ب 12 ألف ريال في زفاف جماعي ل 30 شابة وشابا قبل عامين. وقالت منيرة عوض «إن الزواج الجماعي يتيح الفرصة لفرحة جماعية تجمع الأقارب والأصدقاء في وقت واحد، وتخفف الأعباء والتكاليف المادية»، مبينة أن يوم زفاها ورفيقاتها كان من أجمل الأيام في حياتهن. وفي الجانب الآخر استدان تركي عبدالله 200 ألف ريال؛ لإكمال مراسم زواجه قبل عامين، وما زال يسدد هذه الديون التي لحقت به من هذا الزواج، مؤيداً الزواج الجماعي. ويشاركه الرأي سلطان حماد، بأنه نادم على عدم مشاركته عددا من أفراد عائلته في زواج جماعي، وقال «كلفني زواجي أكثر من 180 ألف ريال». وأشار كل من محمد البلوي، علي العنزي وسالم السهلي (أولياء أمور) إلى أن كثيراً من العائلات تتظاهر وتتفاخر بالمبالغة في رفع تكلفة الأعراس، حتى تظهر بمظهر الترف والإسراف وتكليف الزوج أكثر من طاقته، مضيفين بأن مثل هؤلاء يرفضون فكرة الزفاف الجماعي ويعتبرونها عيباً. وأكد صالح البلوي (ولي أمر) أن الزواج الجماعي ظاهرة رائعة تخفف من التكاليف الباهظة التي تشهدها حفلات الزواج هذه الأيام، مرجعاً تأخير زواج عدد كبير من الشباب إلى التكاليف العالية. وبين المأذون الشرعي عبدالعزيز الشهري أن الزواج الجماعي يجعل الفرحة جماعية، يزيد من المحبة والألفة بين المتزوجين وأقاربهم، يخفف على الزوج أعباء الدين، يبارك الله له في حياته ويعيش بعيداً عن أية مطالبات مالية قد تلحق به. وأكدت الباحثة الاجتماعية مها محيي الدين بأن هنالك أزواجا حالتهم المادية ضعيفة، تكبدوا الديون أثناء زواجهم ومازالوا يعانون من هذه الديون، مشيرة إلى أن الزفاف الجماعي خفف بشكل كبير من هذه المعضلة.