منذ أن غادرنا قائدنا المحبوب الملك عبدالله بن عبد العزيز، وقلوبنا تدعو له بالصحة والعافية والعودة إلى أرض الوطن سالما ومعافى، ملكنا قبل أن يغادر للعلاج ظهر على التلفزيون ليطمئن شعبه على صحته، ويقول لشعبه كلمته المأثورة والموجزة والمعبرة والنابعة من قلب الملك إلى قلوب المواطنين، حيث قال «أنا بخير دامكم بخير»، هذا القائد العظيم لا يتحدث من أجل الإعلام فهو لا ينتقي العبارات المنمقة ولا الأساليب البلاغية ولا يكترث بوميض فلاشات المصورين ولا أسئلة المحررين، وإنما هو يتحدث لشعبه بقلبه الكبير وفطرته النقية، يقول بلسانه ما وقر في قلبه بتلقائية بيضاء وناصعة ونظيفة كقلبه الأبيض، وبالمقابل يستشعر هذا الشعب الوفي صدق وحنان وإنسانية خادم الحرمين الشريفين فيبادله حبا بحب. صورة رائعة من صور التلاحم والوفاء والمحبة بين الملك والشعب.. الملك عبدالله بن عبدالعزيز، غادر بجسمه للعلاج بينما عقله وقلبه مسكونان بحب الوطن والمواطنين، ففي أحلك الظروف الصحية التي مر بها الملك لم يقلقه مرضه بقدر ما أهمه متابعة أحوال شعبه وهو على السرير الأبيض. الوفد المرافق لخادم الحرمين الشريفين يهنئون الملك بسلامته ونجاح العملية، فيرد عليهم التحية بمثلها، ويسأل عن الوطن وعن أحواله، فأي إنسانية تسكن قلب هذا الملك العظيم! لقد غاب عنا بضعة أشهر فحسبناها دهورا وسنين، إحساس متجذر من الحب الصادق والعميق في سويداء القلوب تجاه خادم الحرمين الشريفين الذي منحه الله حب الناس، وهذا مؤشر من مؤشرات الإيمان، فمن أحبه الله حبب خلقه فيه، فازت عاصمتنا الحبيبة باحتضان الملك في خطوته الأولى من عودته إلى الوطن، فهنيئا للرياض وهنيئا للوطن بأكمله، فكل ذرة من تراب الوطن تتمنى أن تحظى بزيارة الملك عبدالله، لتزف إليه التهنئة بسلامة الوصول. ارتسمت الفرحة على مشاعر الناس وترجمت تلك المشاعر إلى سلوكيات رائعة وتلقائية دفعت المواطنين والمقيمين إلى التعبير عن مقدم الملك الميمون، الكل يتحدث بعفوية عن هذا الفرح الغامر، فالكبير والصغير والمرأة والرجل، الجميع متفقون على حب عبدالله بن عبدالعزيز ملك الإصلاح وقائد النهضة التنموية والتطوير الشامل، الذي سيبقى شاهدا على العصر وحاملا بصمة الملك عبد الله بن عبد العزيز، حفظك الله يا سيدي ورعاك، وأبقاك ذخرا لبلادك وسندا لأمتك وأسبغ عليك نعمة الصحة والعافية، فأنت مصدر اعتزازنا والتاج الذي نضعه فوق رؤوسنا، نهنئكم يا خادم الحرمين الشريفين بعودتكم بعد أن من الله عليكم بالشفاء. العميد الدكتور جرمان أحمد الشهري [email protected]