يعد حي القبلتين في المدينةالمنورة من الأحياء المعروفة والقديمة، حيث إن لمسجد القبلتين قصته التاريخية عقب نزول الوحي بتحويل القبلة من بيت المقدس إلى المسجد الحرام في مكةالمكرمة، ورغم وقوع الحي في شرق الدائري الثاني الشرقي وملاصق لحي سلطانة والشارع التجاري الأشهر ويقع أيضا على مشارف وادي العقيق الذي تغنى به شعراء المدينة وشيدت على ضفافه القصور، إلا أنه لا يزال يعاني من إهمال الأمانة ووعود بلدية العقيق التي لم يتحقق منها شيء حتى الآن. وفي الوقت الذي أبدى ل «عكاظ» مدير بلدية العقيق المهندس هزاع محروس، تفاعله مع قضايا حي القبلتين، مبينا اهتمام البلدية بوضع الحي وتطويره، عبر تنفيذ عدد من المشاريع الخدمية وأولها سفلتة شوارع الحي في مدة أقصاها 18 شهرا من الآن. أوضح أمين المجلس البلدي في منطقة المدينةالمنورة صلاح الردادي، أن المجلس يسعى إلى استكشاف مواطن الخلل ومعالجتها والرفع بذلك للجهات المختصة، مبينا أن المجلس شكل في30/1/1428ه فريق عمل من أعضاء المجلس لدراسة خطط البلديات الفرعية، وما نفذ من مشاريع في ميزانية عام 1426/1427ه وأيضا المعتمد في ميزانية عام 1427/1428ه وذلك تمهيدا لاستكمال مشروع الدراسات التنفيذية للمناطق التطويرية في حي القبلتين خلال عام 1428ه إلا أن ذلك لم ينفذ نتيجة عدم ميزانيات تنفيذ هذه المشاريع، ما أسهم في عدم تطوير الحي وبالتالي انعدام بعض الخدمات الأخرى على حد قوله. ولسكان الحي رأي بحكم معايشتهم للوضع عن كثب، وهنا يرى المواطن خالد سعيد، أن أبرز مشاكل الحي تدور حول عدد من الأمور المهمة، منها عدم وجود مرافق خدمية عموما، وانتقال مركز صحي القبلتين إلى حي الفيصلية المجاور، وهو ما ساهم بدوره في تفاقم مشاكل المرضى وكبار السن، فضلا عن أن الحي يفتقد لمشاريع تطويرية، تحول بسببه إلى حي شعبي تسوده الفوضى وتنتشر فيه الجريمة من خلال وجود أجانب مخالفين لأنظمة الإقامة والعمل، وأضاف: يقع في الحي نادي المدينةالمنورة الأدبي الذي يستقبل وزراء وأدباء وطبقات مثقفة من المجتمع لكنه يقع في عمارة سكنية مكونة من طابقين وفي حاجة إلى نقله لموقع متميز أو بناء حديث يستوعب نشاطاته المتعددة والمختلفة أو تطوير المرافق حوله. ويعتقد سكان الحي، أنهم خارج حسابات أمانة منطقة المدينةالمنورة، خصوصا أن الحي يعاني من مشاكل عدة؛ أهمها مشكلة السفلتة والحفريات الكبيرة المنتشرة في شوارع الحي، حيث تتحول ميادين وطرقات الحي إلى مستنقعات ضحلة، وفي الصيف يكون مصدرا للغبار والأتربة، وهنا بين خالد الحربي من سكان الحي، تطلع السكان إلى سفلتة الحي بالكامل، وقال: «علمنا بمشروع للسفلتة، حيث شرعت المعدات ليل نهار لسفلتة الشوارع المحيطة بالمستودع الخيري دون أن يشمل المشروع المواقع الأخرى، لنفاجأ بأن هناك زيارة لشخصية مرموقة حيث تم سحب المعدات من الموقع عقب الزيارة مباشرة. وأضاف: «قبل شهر من الآن بدأت السفلتة مرة أخرى في الحي ووضع الأرصفة، إلا أن السفلتة اقتصرت هذه المرة على محيط إحدى المدارس الأهلية التي كان صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة في زيارة لها وافتتاحها باعتبارها مدرسة رائدة، وزاد: «تزدحم المواقف المحيطة بمسجد القبلتين في موسم الحج بالمصلين، فتضطر سيارات الزوار للدخول في مواقف الحي الممتلئة بالحفريات وغير المسفلت، مطالبا بأهمية الاهتمام بهذا الحي. وتابع: «طالعتنا الصحف أن أمين منطقة المدينة أبرم عقود عدد من مشاريع السفلتة والإنارة للمنطقة بتكلفة 93 مليون ريال، فهل سيحظى حي القبلتين بنصيب من هذه القيمة المالية الكبرى»، وخلص الحربي إلى القول: «أمير المنطقة اعتمد مشروعا للصرف الصحي للحي وتم تنفيذه بالفعل، إلا أن المشاريع الأخرى ما زالت غائبة وفي حاجة لمتابعة مستمرة». من جانبه، قال محمد توفيق إنه راجع بلدية العقيق المسؤولة عن الحي، للسؤال عن المشاريع المتعلقة بالحي ومنها السفلتة بالطبع، ليفاجأ برد من أحد الموظفين بأن العلم عند الله ويمكن بعد اعتماد الميزانية، وأضاف: أكد لي الموظف انتهاء البلدية من تنفيذ المرحلة الأولى من المشروع، وباستفساري عن الموقع علمت أنه خلف مكتبة جرير وتحديدا أمام منزل أحد المسؤولين، وتساءل توفيق: «هل يجب على المواطن إذا أراد الحصول على الخدمات التي من المفترض أن تكون من حق الجميع، أن يسكن بجوار مسؤول كبير كي يحصل على هذه الخدمات». بلدية العقيق قامت بعد دعوات من أهالي الحي إلى البدء في السفلتة ولكن على خجل، حيث قامت بسفلتة الحي بدءا من أمام مجمع الورش المتاخم للدائري الشرقي حتى بلدية العقيق بحدود الإمكانات المتوفرة، وهنا ذكرت المواطنة أمل خالد، أن الحي مهمل، ويعاني شوارعه من الحفر، وأصبح مرتعا لمخالفي الأنظمة وإقامة العمل، وأنها لا تستطيع النوم في الليل إلا بعد التأكد من غلق الأبواب الداخلية والخارجية لمنزلها في ظل غياب واضح للجوازات والشرطة. أما ابتسام المبارك، إعلامية وتسكن الحي، فتقول: يعاني قاطنو المنازل المحيطة بالورش الصناعية التي تأخذ حيزا واسعا من حي القبلتين من الضوضاء والإزعاج المستمر، إضافة إلى قصور في النظافة وتنظيم العشوائيات والتزاحم الشديد في موسم الحج، حيث تشوه البائعات المتجولات الصورة المتميزة لمسجد حي القبلتين، واقترحت وضع أكشاك صغيرة لهن لمزاولة عملهن في موسم الحج وغير الحج، وأضافت: وطالبت بتصميم وتنفيذ معلم بارز في الحي بدلا من مشتل البلدية الموجود حاليا، ولا يستفيد منه أحد. من جهته، أوضح طارق التميمي الذي يسكن الحي منذ 30 عاما، أن الحي تأخر مواكبة التطور والتنمية رغم ضمه مسجد القبلتين خصوصا أن البلدية اهتمت بمداخل الحي ومخارجه دونما أدنى مراعاة للشوارع الداخلية. وأضاف التميمي: «في موسم الأمطار يضطر السكان إلى الخروج لجهة مسجد القبلتين بدلا من الجهات الأخرى القريبة من الدائري بسبب تجمع مياه الأمطار في الحفر الموجودة وسط الشوارع، حيث تتكاثر البعوض الحاملة للكثير من الأمراض المعدية، وخلص إلى القول: «البلدية شرعت في إنارة الشوارع قبل فترة قصيرة، عقب مطالبات عدة من قبل أهالي الحي، ما خفف نوعا ما من حدة شكاوى المواطنين والمقيمين من ساكن الحي.