قضت الطفلتان ندى حسين (9 سنوات) وشقيقتها أماني (10 سنوات) في حريق اندلع أمس في منزل أسرتهما في ضاحية قويزة شرق جدة. ويعكف فريق من محققي الدفاع المدني في دراسة أسباب الحريق المفاجئ، فيما تم استدعاء خبراء من الرياض لكشف أسباب الحادث الأليم وتحديد نقطة انطلاق النار في المنزل الشعبي الذي لا تتجاوز مساحته أكثر من مائة متر مربع. وذكرت تقارير الدفاع المدني أن ستة من أفراد الأسرة أصيبوا بحروق واختناقات، كما تعرض أحد المتطوعين إلى إصابات وحروق بسيطة استلزمت نقلهم جميعا إلى المستشفى بواسطة فرق طبية تتبع الهلال الأحمر، كما نجا آخرون من أفراد العائلة بعد أن تدخلت فرق الإطفاء في آخر لحظة وأجلتهم من وسط الدخان واللهب. إلى ذلك، استعانت فرق التحقيق بخبراء من الأدلة الجنائية والشرطة لرفع مسوحات من مسرح الحدث، كما شوهد عدد من رجال البصمات وهم يتولون رفع الدلائل والآثار من وسط ركام المنزل المحترق. وتبحث سلطات التحقيق عن فرضية الشبهة الجنائية التي لم تثبت من واقع التحريات الأولية التي بدأت أمس. وكان الحريق اندلع في البيت الشعبي وتلقت فرق الإنقاذ والإطفاء في الدفاع المدني نداء استغاثة من مواطن فتحركت الآليات والكوادر إلى الموقع، واتضح أن النيران تندلع في منزل شعبي مكون من ثلاثة طوابق، غرفتان وصالة وملحق على السطح، واضطر رجال الإطفاء إلى اقتحام كتل اللهب وسحب الدخان لإنقاذ سكانه المحتجزين وشارك عدد من المتطوعين في عمليات الإنقاذ والإطفاء. واستخدم المنقذون الشرفات والنوافذ المسيجة بالحديد لإخلاء السكان، كما توغلت وحدات من عناصر الكمامات إلى عمق المنزل المحترق ليتم إخلاء أفراد الأسرة مع تأكيدات عن وجود طفلتين لفظتا أنفاسهما بسبب كثافة الدخان. وأبلغ «عكاظ» المتحدث الرسمي في الدفاع المدني في منطقة مكةالمكرمة الرائد عبدالله العمري، أن غرفة العمليات تلقت بلاغا عن حريق في منزل مساحته 100 متر مربع اقتصر على مدخل المنزل والصالة. وتمكنت الفرق من اقتحام المنزل وتحطيم الأبواب والنوافذ الحديدية برغم انتشار كثيف للدخان الكربوني. وأضاف المتحدث أن طبيعة المواد الأسفنجية والمفارش زادت من وطأة النار ومع ذلك تمكنت فرق الإنقاذ من إجلاء سبعة، أصيب منهم خمسة إلى جانب أحد المتطوعين. وأكد العمري مقتل طفلتين بالاختناق، مؤكدا أن فريق التحقيق باشر أعماله في المعاينة الفنية والعمل على كشف ملابسات الحادث. وزاد المتحدث الرسمي في الدفاع المدني الرائد العمري أنه لم يتم حتى اللحظة التوصل إلى أسباب الحريق، وأن فريقا مختصا يتولى التحري. إلى ذلك، تدفق معارف للأسرة إلى المنزل المحترق للاطمئنان على ذويهم، فيما ضرب رجال الدفاع المدني طوقا أمنيا محكما على مداخل المنزل. تابع مجريات العمل مدير الدفاع المدني في جدة العميد عبدالله الجداوي، فيما باشره ميدانيا مدير شعبة العمليات العقيد عبدالله الجعيد. وترأس لجنة التحري رئيس قسم التحقيقات المقدم عبدالله الزهراني.