اقتحم مئات المتظاهرين أمس مقر الحزب الوطني الحاكم في مدينة السويس على بعد 100 كيلومتر شرقي القاهرة، وحطموا محتوياته بعد أن اشعلوا النيران في واجهاته، بحسب ما أفاد شهود. وتشهد السويس اشتباكات عنيفة بين الشرطة والمتظاهرين أدت إلى إصابة 70 شخصا هم 55 متظاهرا و15 شرطيا، بحسب مصادر طبية. وكان المتظاهرون أضرموا النار في مبنى تابع للمجالس المحلية (البلدية) وفي أحد أقسام الشرطة. وأفادت مصادر صحافية أن الاشتباكات بدأت عصرا بين قرابة ألفي متظاهر وقوات الأمن أمام مشرحة المدينة بسبب رفض قوات الأمن تسليم جثمان متظاهر توفي أمس وإصرارها على توقيع الكشف عليه من جانب الطب الشرعي. وحاول المتظاهرون اقتحام المشرحة ولكن قوات الأمن منعتهم وفرضت حصارا أمنيا عليها. وطاردت الشرطة المتظاهرين الذين انتقلوا إلى وسط المدينة وبدأوا في مهاجمة قسم الشرطة في حي الأربعين بالحجارة والزجاجات الحارقة ثم هاجموا المبنى التابع للبلدية ومقر الحزب الوطني. من جهة أخرى، دعت حركة 6 أبريل الاحتجاجية، التي سبق أن أطلقت الدعوة لاحتجاجات، إلى تظاهرات تخرج من جميع مساجد مصر بعد صلاة يوم الجمعة المقبل. وقالت الحركة، في رسائل قصيرة جرى تداولها على الهواتف المحمولة وفي صفحتها على شبكة فيس بوكو، أن «كل المصريين سيخرجون بعد صلاة الجمعة من كل مساجد مصر ومفيش رجوع، سيخرجون ولا عودة إلا تحقيق مطالبنا والانتصار لدم الشهداء». وكان أربع ضحايا، ثلاثة متظاهرين وشرطي، سقطوا خلال احتجاجات الثلاثاء التي لم تشهد مصر لها مثيلا منذ تولى الرئيس المصري حسني مبارك (82 عاما) الحكم قبل 30 عاما. هذا ودعا البيت الأبيض بشكل صريح الحكومة المصرية إلى الإصغاء لتطلعات شعبها واحترام الحقوق الديمقراطية، وذلك بعد التظاهرات التي نظمت للمطالبة برحيل الرئيس حسني مبارك وأسفرت عن سقوط أربعة قتلى. وأعلن البيت الأبيض في بيان «أن الحكومة المصرية لديها فرصة مهمة للاصغاء إلى تطلعات الشعب المصري وأن تقوم بإصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية من شأنها أن تحسن حياة الشعب وأن تساعد على ازدهار مصر». وأضاف البيت الأبيض في بيانه أن «الولاياتالمتحدة ملتزمة العمل مع مصر والشعب المصري من أجل تحقيق هذه الأهداف». وتابع البيان «إننا ندعم الحقوق الشاملة للشعب المصري، بما في ذلك حق حرية التعبير والتجمع». وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون صرحت من جهتها الثلاثاء «الانطباع لدينا هو أن الحكومة المصرية مستقرة وتبحث عن حلول لتلبية الاحتياجات والمصالح المشروعة للشعب المصري». وقالت في مؤتمر صحافي «إننا ندعم الحقوق الأساسية في التعبير والتجمع للجميع، ونحث كل الأطراف على التحلي بضبط النفس وتجنب استخدام العنف». من جهة أخرى، أعربت وزيرة الخارجية الفرنسية ميشال آليو ماري أمس عن أسفها لسقوط قتلى في التظاهرات وذكرت بسياسة فرنسا التي تدعو «إلى مزيد من الديمقراطية في كل الدول». وأضافت أنه «يجب أن يكون بالإمكان التظاهر من دون أن تحصل أعمال عنف ومن دون أن يسقط قتلى». وأكدت الوزيرة أن «فرنسا لا تريد التدخل» في الشأن الداخلي المصري. وجاءت الدعوة لهذه المظاهرات بمبادرة من نشطاء احتجاجا على الفقر والبطالة واختير له يوم عطلة رسمية بمناسبة عيد الشرطة.