• من الواضح أننا (جماهير، أندية، وإعلام) لا نتذكر المنتخب إلا عندما يخوض غمار البطولات، أما قبل ذلك وبعده، فالمنتخب في آخر اهتماماتنا، وفي ذيل أولوياتنا، فلا صوت عندنا يعلو على صوت أنديتنا، ولا مصلحة لدينا أهم من مصلحة فرقنا ونجومنا، وعندما تتقاطع مصلحة أنديتنا مع مصلحة المنتخب فمواقفنا واضحة وحاسمة، النادي أولا والمنتخب ثانيا، وبعد أن يدفع المنتخب ثمن مواقفنا السلبية، نبدأ في تبادل الاتهامات، والتباكي على اللبن المسكوب، وكل طرف يزعم أنه كان أكثر حرصا وغيرة على المنتخب من الآخرين، وكل يدعي وصلا بليلى، وليلى لا تقر لهم بذاك. • لا أجد تفسيرا للهجوم القاسي الذي يشنه الإعلام الأزرق على فهد الهريفي سوى أنه ردود فعل مرتبكة وعاجزة على ما يطرحه الهريفي من آراء جريئة وشجاعة تلامس ما يعتبرونه خطوطا حمراء لا يجوز لأحد الاقتراب منها، صحيح أن اللغة تخون الهريفي أحيانا، فيبدو مستفزا للبعض، لكن الأصح هو أنه يطرح آراءه بحجج منطقية، وكان ينبغي أن يردوا عليه الحجة بالحجة. • ماجد عبد الله، تركي العواد، يوسف الثنيان، فهد الهريفي، خالد الشنيف، سامي الجابر، نواف التمياط، محمد عبد الجواد، محيسن الجمعان، خالد مسعد، برهنوا من خلال حضورهم الفضائي على امتلاكهم رؤى رياضية جديرة بالإصغاء إليها، ويفترض على المسؤولين أن لا يتجاهلوا هذه الأسماء، وما تحمله من أفكار تستحق الاهتمام، وينبغي الاستعانة بهم كأعضاء ومستشارين في اتحاد كرة القدم، وفي الأجهزة الفنية والإدارية لمنتخباتنا الكروية، ومن الخطأ أن تستمر النظرة النمطية لهم باعتبارهم مجرد لاعبين لا يعرفون سوى ركل الكرة. وإذا كانت أنديتهم لم تستفد من بعضهم لأسباب كثيرة، أغلبها شخصية، فإن رياضة الوطن في أمس الحاجة لخدماتهم. • الكثير من الأفكار والرؤى حول تطوير الكرة السعودية طرحت من خلال وسائل الإعلام المختلفة خلال الأيام الماضية التي أعقبت إخفاق منتخبنا في كأس أمم أسيا، وأتوقع أن الجهات المختصة في الرئاسة العامة لرعاية الشباب والاتحاد السعودي لكرة القدم، قد قامت برصد هذه الأفكار والرؤى، وإعادة صياغتها وترتيبها ليصار لتقديمها للمسؤولين في الرئاسة واتحاد كرة القدم، ليستفاد منها في إعادة البناء. • لا أدري إن كانت مشكلة أم أنها ميزة، أن يكون جمهور النصر بلا ذاكرة، فعندما يخسر الفريق أية مباراة، يعم السخط جمهور الشمس، وينسى كل إنجازات وانتصارات فريقه، فيصب جام غضبه على نجوم الفريق، وعلى الإدارة، وحينما يفوز في مباراة تنفلت عواطفه من كل عقال، ويحلق بالفريق ونجومه إلى عنان السماء متناسيا كل إخفاقات النادي وغيابه المستمر عن منصات التتويج، أصبحت المحطات الصغيرة في الدوري هي محرك ردود الفعل النصراوية، بدلا من أن يكون الحكم على المحصلة النهائية للموسم. • الإمعان في التعصب جعل بعض الصحف لا تكتفي بالثناء على نجوم فريقها ومهاجمة نجوم الفرق الأخرى، وإنما ذهبت بعيدا للثناء على كل المحللين والنقاد المحسوبين على فريقها، ومهاجمة النقاد والمحللين المحسوبين على الأندية الأخرى. [email protected]