لم يأت بجديد الوكيل الهولندي لأعمال المدافع الهلالي الدولي أسامه هوساوي، عندما نصح موكله بالبقاء في ناديه، نظير ضعف السمعة الفنية للاعب السعودي في أوروبا، وعدم وجود عروض احترافية متاحة، إذ إن تلك النصيحة جاءت فقط تأكيدا لواقع اللاعب السعودي مع الاحتراف الخارجي. فالوسط الرياضي المحلي بات يعي تماما أن المسافة بين السعوديين وبين الاحتراف الخارجي تتباعد موسما بعد آخر، انعكاسا لغياب الكرة السعودية عن الحضور القوي على كافة الأصعدة، وخصوصا الواجهة العالمية، وهو الغياب المؤثر الذي بدأ منذ عام 98م في مونديال فرنسا، الذي فقد خلاله وبعده منتخبنا كل شئ، حتى وهو يصل إلى مونديال 2002م و2006م وقبل أن يتوارى عن المونديال الأخير، فبعد أن سطع الأخضر بكل هيبته في مونديال امريكا 94م، وقدم الوجه الحقيقي للكرة السعودية، لاحت حينها كثير من الفرص الحقيقية أمام أكثر من لاعب في صفوف منتخبنا الوطني، إلا أن هذه الفرص اصطدمت بغيابنا وقتها عن عالم الاحتراف، وهو ما كلفنا كثيرا بعد ذلك، وحرمنا من رؤية نجومنا في اعتى الدوريات الأوروبية حتى اليوم. ورغم المحاولات الخجولة لظهور اللاعبين السعوديين خارجيا في فترات متقطعة في العقدين الماضيين، كتجربة الغشيان، الجابر، فؤاد أنور، حسين عبدالغني، وأخيرا ناجي مجرشي، إلا أن هذه المحاولات لم تكن سوى اجتهادات أو تجارب ضعيفة أو أخرى لم تكتمل، وفي النهاية هي لا ولم تحقق شيئا للاعب ذاته قبل كل شئ، وظلت أحلامنا اكبر في تجارب عالمية تليق بالكرة السعودية، لندشن بها عالم الاحتراف الخارجي من أوسع أبوابه. ففي الوقت الذي عد كثير من النقاد أن احتراف اللاعب السعودي خارجيا أضحى لغزا محيرا، كانت نتائج منتخباتنا الوطنية تجيب بكل براءة عن الواقع المخيب للآمال الذي مازلنا ندور في فلكه، فالعمل المحلي في أنديتنا حتى لو نجح آسيويا ووصل إلى بطولة أندية العالم، لن يكون صداه كبيرا كالعمل على مستوى المنتخبات، إذ إن الحضور بين عمالقة العالم كرويا، وتقديم صورة مشرفة في هذا المشهد العالمي، سيكون هو الرسالة الحقيقية والمباشرة، التي تعبر بجلاء عن إمكانات اللاعب السعودي في مثل هذه المحافل. كل ما نخشاه هو أن تعود الكرة السعودية إلى نقطة الصفر، خصوصا بعد أن استعصت علينا البطولة الآسيوية، منذ أن حققنا لقبها في الإمارات العام 98م، وأضحت صعوبتها تزدادا بطولة بعد بطولة. حتى إدارات الأندية لدينا أصبحت في منأى عن اتهامها بتغييب النجوم عن مشهد الاحتراف الخارجي، فإدارة الهلال فتحت الأبواب أمام المدافع الدولي في الفريق أسامة هوساوي، رغم أهمية تواجده مع الفريق، شرط إحضاره عقدا احترافيا خارجيا، وهو ما لم يتم حتى وهو يستعين بوكيل هولندي لإدارة أعماله، وقد تتكرر مواقف إدارات الأندية الداعمة للاعبيها في التجارب الخارجية، متى ما كانت العقود الخارجية مجزية، وتجلب عائدا مفيدا للاعب وناديه، ولكنها القناعة الخارجية المغيبة دوليا لإمكانات اللاعب السعودي، التي ستظل حجر عثرة في طريق احترافه خارجيا لتبقى الحلول محصورة في بذل كثير من العمل وتضافر جهود المختصين، من اجل عودة أقوى ومستقبل ارقي لمنتخباتنا الوطنية، لتصدر الواجهة الكروية الآسيوية من جديد، باستلهام الماضي المجيد، وتجاوز الحاضر المؤلم، الذي اختار أخيرا الترتيب ال 92 عالميا مكانا لمنتخبنا في التصنيف الدولي الأخير.