لا أعلم أين يعيش بعض المسؤولين اليوم، يعتقد البعض أنه بمجرد أن أصبح قبل اسمه اسم صاحب المعالي وتهبط عليه ميزات هذه المرتبة؛ ابتداء بالسيارات وانتهاء بالسفر من المكتب التنفيذي، أن بينها التحكم في الصحافيين وما يكتبون. إن هذه الميزات حق مشروع لمن سيتحمل المسؤوليات العظام، ويشغل فكره بهموم الناس، والسعي على راحتهم والعمل لساعات طويلة من أجل المواطن والمقيم. ولكن للأسف، يوم تلو الآخر، نكتشف أن البعض «انفجع» بالمنصب وأصبح يعتقد عندما تصدر أوامره تنفذ بسرعة ويستمتع ب(السلطة)، فيعتقد من لذتها أنه بإمكانه أن تكون في كل وقت ومع أي أحد، وفي السطور المقبلة سأتطرق إلى بعض النماذج التي تعتقد أن سلطتهم بالإمكان أن تغيب أو تسيطر على صوت الناس (الصحافة)، وإن لم تكن غير ذلك لأقفلت الصحف أبوابها، فالقارئ ليس غبيا ليشتري صحيفة لا تهتم به ولا تلامس همومه. وهنا أود أن أقول.. شخصيا لا أعرف أمين جدة ولم يسبق أن التقينا وليس لدي تجاهه أي موقف والحمد لله، بل إنني غير مهتم بأي شيء يصدر عن الأمانة كصحافي وكاتب ومواطن عادي، إلا ما يهم الناس ويمس شغاف قلوبهم. استغربت جدا عندما اطلعت على قصة زميلنا الخلوق الصحافي سعود البركاتي مع أمين جدة وطريقة التعامل التي انتهجتها الأمانة معه، لا أعلم أي أسلوب في هذا العصر الذي شرع فيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز قلبه وعقله ودعا إلى الانفتاح والنقد المسؤول. حتى إن كان زميلنا على خطأ، على الرغم أنني أجزم أن البركاتي من أكثر الصحافيين أدبا ومهنية، فما هكذا تعامل الصحافة، وهناك قنوات وأساليب متحضرة بالإمكان أن تعالج القضية خلالها، وإذا كان بعض مسؤولينا يتشدق بدراسته وأبحاثه في الجامعات الغربية، ربما كان من المفترض أن يتعلم هناك أيضا كيف يتعامل مع الإعلام. مثال آخر، مدير التربية والتعليم في المدينة الذي قدم مثالا عظيما للمسؤول التربوي عندما كان يتحدث مع الصحافيين ويطلق التحدي وكأنه على طرف قهوة شعبية يلعب (بلوت). أخيرا اتصل بي مسؤول ثائر أن الجهة التي يعمل فيها أرسلت ردا للصحيفة ودخل جدولة النشر «ويا أخي المفروض تعملون كذا وكذا ليش تسون كذا.. يا أخي انا وراي وزير ومدير.. شوف كاتبكم فلان مستلمنا».. ولو لم أرفع علامة «قف» في وجهه لخرج من سماعة الهاتف، وأستغرب إن كان يرى نفسه على حق لماذا يخشى الوزير أو المدير، والمصيبة الأكبر هل نحن نعمل من أجل الوزير والمدير أم الناس. أخيرا أخاف إن لم يتوقف «بعض» المسؤولين عن طريقة التعامل الفوقية أو حتى معرفة ما هي الصحافة وأدوارها، أن أستئذن وزملائي الكتاب والصحافيين، من أمين جدة وزملائه المسؤولين في باقي الأجهزة عندما نود أن نكتب أو نأكل أو نلبس أو حتى «نخرج لنتنفس». [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 261 مسافة ثم الرسالة