أكد ل«عكاظ» وزير الزراعة الدكتور فهد بالغنيم أن الدولة لا تستطيع التدخل في قضية ارتفاع أسعار الفواكه والخضراوات، لأن المملكة تمتلك سوقا حرة فيها العرض والطلب والمنافسة. ولكنه قال إنه حال اتفاق المزارعين على رفع سعر أحد أنواع الخضار مثل الطماطم، فهذا يعتبر مخالفا لنظام المنافسة، وفي هذه الحالة يمكن للدولة أن تتدخل وتكسر هذا الاحتكار. وأوضح في تصريح خاص ل«عكاظ» بعد افتتاح صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز محافظ جدة اللقاء الزراعي الثالث لتبادل الخبرات في جدة أمس، أن حشرة «التوتا ابسلوتا» القاتلة للطماطم، انتشرت ووصلت إلى ثلاث مناطق إدارية وهي تبوك،الجوف وحائل، مؤكدا أن الوزارة لديها الآن برنامج لمكافحة هذه الحشرة. وأضاف أن المزارع المفتوحة تتأثر بالبرد، مشيرا إلى أن موجة صقيع ضربت الخرج الثلاثاء الماضي أثرت بشكل سلبي على المزارع المفتوحة، ما يعني أن الصقيع يمثل عنصرا آخر من العناصر المساعدة في ضرب الإنتاج، إضافة إلى الحرارة الشديدة. وردا على سؤال قال إن لا علم له باللوحة المعلقة في قسم وزارة الزراعة في بريدة والتي كتب عليها «الخروف لا يساوي الماء الذي يشربه»، معتبرا السؤال مستفزا له شخصيا. وعن الأعلاف قال «نحن دائما نقول الله يجيب المطر في الوسمي»، ذلك أن الوسمي يبدأ في بداية شهر أكتوبر (تشرين الأول)، وحين تهطل الأمطار في هذا التوقيت تنمو الأعشاب وتستخدم في الرعي ما يقلل حاجة المربين للشعير والأعلاف. وأضاف أن هذه السنة انتهى الوسمي ولم تهطل الأمطار لتنبت الأعشاب، الأمر الذي أدى إلى الضغط على الأعلاف، وإلى ارتفاع أسعارها. ونفى تراجع أسعار الدواجن واللحوم وأكد أنها مرتفعة وأن المواطنين يشكون زيادة الأسعار بسبب زيادة أسعار الأعلاف، مؤكدا أن تكلفة العلف تمثل من 50 إلى 70 في المائة من تكلفة الدجاجة الواحدة. وفي مؤتمر صحافي بعد انطلاق اللقاء أكد بالغنيم ل «عكاظ» أن المملكة اتخذت توجها منذ عهد الملك عبدالعزيز، بضرورة تطوير القطاع الزراعي الذي يلامس وبشكل مباشر، نسبة لا يستهان بها من المواطنين. وأضاف أن الملك عبدالعزيز منذ بداية التوحيد وجه باستقطاب متطلبات التنمية الزراعية، وتوالت التنمية حتى أصبحت المملكة يشار إليها بالبنان في خلال عقود معينة لقدرتها على تحويل الصحراء إلى بيئة منتجة للمحاصيل الزراعية الرئيسة. وأوضح أن مواردنا المائية غير كافية لإنتاج كل الاحتياجات الغذائية وخصوصا المحاصيل المستهلكة لكميات كبيرة من المياه مثل القمح والأعلاف، مؤكدا أن الدولة اتخذت قرارات كبيرة للحد من استنزاف المياه في القطاع الزراعي ومنها مبادرة الملك عبدالله للاستثمار الزراعي في الخارج، والتي تهدف إلى تشجيع رؤوس الأموال والخبرات أن تخرج للمناطق الموجودة فيها موارد طبيعية سواء من المياه أو التربة أو اليد العاملة لزيادة الإنتاج الزراعي ككل وفتح منافذ جديدة لاستيراد المحاصيل الزراعية للمملكة. وحول ارتفاع سعر الشعير أوضح الوزير أن وزارة التجارة هي الجهة المسؤولة عنه. وأضاف أن الدولة لا تشجع زراعة الشعير داخل المملكة لأنه من المحاصيل التي تستهلك كميات كبيرة من المياه، ولأن استيراده من الخارج أفضل خصوصا أن الدولة توفر الدعم له لكي يصل إلى المملكة بأسعار معقولة. وكان الأمير مشعل بن ماجد افتتح أمس في فندق المريديان في جدة اللقاء الزراعي الثالث لتبادل الخبرات والمعرض المصاحب، نيابة عن صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة. ونوه في كلمة مقتضبة في المناسبة بجهود وزارة الزراعة والمشاركين، راجيا من المولى عز وجل أن يكلل جهودكم بالنجاح والتوفيق. وبعد ذلك افتتح المعرض المصاحب يرافقه وزير الزراعة ومدير عام المؤسسة العامة لصوامع الغلال ومطاحن الدقيق المهندس وليد الخريجي، وقدم الوزير لمحة شاملة للأمير خلال جولته عن المعرض وأهدافه. وحضر اللقاء والمعرض المصاحب الذي تنظمه وزارة الزراعة برعاية مؤسسة «عكاظ» للصحافة والنشر، نحو 500 شخصية من المسؤولين ورجال الأعمال والمستثمرين.