يصل اليوم وزير الزراعة الدكتور فهد بالغنيم، إلى محافظة الأحساء لتكريم مزارعين متميزين في المحافظة، ليجد أمامه مشكلة حشرة "توتا أبسلوتا" التي ظهرت أخيراً في الأحساء لتضيف تهديداً جديداً للإنتاج الزراعي في المملكة، فيما يشهد مطالبات مزارعي المنطقة بإعلان حالة الطوارئ فوراً، ومحاصرة الحشرة في موقعها قبل أن تدمر محاصيلهم. ووصلت حشرة حفار أوراق الطماطم المعروفة عالمياً باسم "توتا أبسلوتا" إلى محافظة الأحساء، بعد وصولها إلى المملكة نهاية عام 2010م، بعد سلسلة انتقالات دولية من أوروبا موطنها الأصلي إلى منطقة الشرق الأوسط، وأثرت بشكل كبير في محاصيل الطماطم في الكثير من الدول وأحدثت أضراراً واسعة للمحاصيل. وسجلت مزارع الأحساء، أمس، أول إصابة بحشرة حفار الأوراق "التوتا أبسلوتا" في مجموعة من أوراق أشجار "الطماطم"، الأمر الذي يشكل - في حال استفحال الإصابة وانتشار الحشرة - تهديداً لثروة زراعة الخضروات مثل "الطماطم، الباذنجان، الفلفل، البطاطس"، التي يقدر حجم الإنتاج السنوي منها في الأحساء بأكثر من 450 ألف طن، وتقدر قيمتها ب 500 مليون ريال، علاوة على فقدان الأمن الغذائي. ولم يخف مزارعون في محافظة الأحساء قلقهم من اكتشاف حشرة تقضي على أوراق المنتجات الزراعية في المحافظة، قائلين إن: "انتشار هذه الحشرة سيلحق أضراراً وخسائر مالية، قد تفوق الأضرار والخسائر التي تسببت بها حشرة "سوسة النخيل الحمراء"، التي أصابت أعداداً كبيرة من أشجار النخيل في الواحة". مطالبين المديرية العامة للزراعة بالأحساء بإعلان حالة الطوارئ. وقال عدد من مزارعي الأحساء ل"الوطن"، أمس: إن "انتشار هذه الحشرة في الأحساء سيلحق أضراراً بالمنتجات الغذائية وخسائر مالية كبيرة بأصحاب المزارع، وقد تفوق تلك الأضرار والخسائر، ما ألحقته حشرة "سوسة النخيل الحمراء" بالمزارع والمزارعين، حيث أصابت أعداداً كبيرة من أشجار النخيل في واحة الأحساء، ولا تزال مستوطنة أكثر من 20 عاماً في الواحة". معربين عن مخاوفهم من استفحال الإصابة وانتشار الحشرة في جميع مزارع الواحة، مطالبين الجهات المعنية في المديرية العامة للزراعة بالأحساء، بإعلان حالة الطوارئ، والقضاء على تلك "الآفة" في مكان اكتشافها، وإحكام السيطرة على المزرعة التي تم اكتشاف الحشرة بها، وكذلك المنافذ الأخرى، وذلك لضمان عدم مرور تلك الحشرة وانتقالها إلى مزارع أخرى. واصفين تلك الحشرة، بأنها أخطر آفة يتعرض لها محصول الطماطم، حيث إن يرقات هذه الحشرة تتغذى على سيقان وأوراق وثمار شجرة الطماطم بكل شراسة، مخلفة وراءها إتلافا للمحصول وخسارة للمزارعين، مشيرين إلى تسجيل بعض الدول العربية خسائر فادحه تقدر بالملايين بسبب تلك الحشرة التي لا تصيب الطماطم فقط، بل تصيب جميع الفصيلة الباذنجانية التي تضم الباذنجان والفلفل والبطاطس، والكثير من الأعشاب الأخرى، ما يصعب من عملية السيطرة عليها أو معرفة أماكن وجودها. وكان وزير الزراعة الدكتور فهد بالغنيم، قال ل"الوطن" في تصريح سابق: إن تنسيقاً يجري بين وزارته ووزارة المالية لمكافحة حشرة "توتا أسبلوتا" والحد من خطرها على محصول الطماطم، عبر المكافحات الحيوية والمصائد وتحصين المزارعين المحليين بالمضادات الناجعة، وذلك بعد أن وصلت الحشرة إلى المملكة نهاية عام 2010م. موضحاً أن الحشرة تقضي على محاصيل الطماطم بنسبة 100% لقوتها التدميرية، مشيراً إلى أن المضادات الكيماوية التي يستخدمها المزارعون حالياً لا تناسبها، قائلاً :إن الحشرة هي السبب الرئيس وراء ارتفاع الأسعار. مشدداً على أهمية تواصل المزارعين بفروع الوزارة في المملكة للحصول على كافة التعليمات والإرشادات التي تساهم في مكافحة الحشرة. موضحاً أن الحشرة اكتشفت في تشيلي ثم انتقلت إلى اليابان، وظهرت في إسبانيا عام 2006م. من جهته، شرح أستاذ المبيدات والمكافحة المتكاملة بكلية العلوم الزراعية بجامعة الملك فيصل بالأحساء الدكتور محمد جمال حجار، أن حشرة حفار أوراق الطماطم، هي فراشة صغيرة تمتاز بقدرتها العالية على التكاثر، إذ تضع الأنثى ما يقرب من 250 بيضة خلال فترة حياتها التي تتراوح من 30 إلى 35 يوماً، أي إن لها من 10 إلى 12 جيلاً في السنة الواحدة، مؤكداً أهمية دور الحجر الزراعي في الحد من انتشار مثل هذه الآفة الخطيرة. وبدوره، أكد المدير العام لفرع الزراعة في الأحساء المهندس صالح الحميدي ل"الوطن" أمس، أن جهات الاختصاص في إدارته، زارت المزرعة المصابة أمس، وأخذت عينات مخبرية من أوراق الطماطم المصابة، وجرى نقلها لفحصها في معامل وزارة الزراعة في الرياض، مبيناً أن إدارته قامت قبل فترة بنشر مصائد فرمونية في كافة أرجاء الواحة الزراعية، فيما قامت الجهة المختصة في إدارته بإيقاف المحصول ريثما تصل النتائج المخبرية للعينات.