قدر الجزر البعيدة أنها تحتاج إلى من يكتشفها، تماما كما فعل الرحالة القدماء مع من باتت دولا كبرى الآن، والحال ينطبق على جزر فرسان، أقصى الجنوب الغربي من المملكة، فالحياة هناك تدور وفق وتيرة بطيئة جدا. ينظر البسطاء في فرسان وجزرها المتناثرة في عرض البحر، إلى العبارتين الوحيدتين اللتين تنقلان الناس منها وإليها، على أنها الهبة الأكبر، لذا تجد الطوابير تصطف عند مرسى العبارتين للانتقال وللإحساس بأن الحياة تدب ويدور رحاها. شكلت العبارتان لأهالي فرسان فتحا عظيما كونهما نقلتهما من حياة العزلة إلى حياة الاندماج وجعلتهما ينعمون بما ينعم به غيرهم من حاجيات. تقف السيارات على بوابة العبارة المتجهة من فرسان إلى جازان لتطرح العديد من التساؤلات حول مطالب أهالي محافظة فرسان بتوفير أكثر من عبارة ووسيلة نقل، أو زيادة الرحلات البحرية نهاية الأسبوع، حيث تتوقف هذه العبارات ليلا، بينما تعاود السفر رحلتان في اليوم بمعدل أربع رحلات للعبارتين يوميا، وهذا قد يكون مناسبا في الوقت الماضي، لكن مع الأعداد الكبيرة التي تقصد الجزر، أصبح من الضروري توفير وسيلة نقل أخرى تعمل على مدار الوقت. تغادر العبارة المسماة «جازان» فرسان يوم الجمعة محملة بأكثر من 650 فردا وأكثر من 50 سيارة، وهنا يقول القبطان وليد البلوي مدير الشركة المشغلة للعبارتين «لدي استعداد لتسيير رحلات ليلية، وإضافية لنقل المواطنين من وإلى فرسان نهاية الأسبوع، وإضافة عبارات أخرى، وذلك بعد موافقة الجهات ذات الاختصاص لتسيير تلك الرحلات». وأرجع البلوي أسباب عدم تسيير رحلات ليلية من وإلى فرسان، إلى عدم توافر الأنوار الملاحية المناسبة في ميناء فرسان. وزاد البلوي، «بعض الرحلات نتجاوز فيها الطاقة الاستيعابية من 650 مسافرا إلى 850 مسافرا وهذا يؤثر في حالة وقوع أي طارئ، كون وسائل السلامة المتوافرة في العبارة من القوارب تتسع ل 650 شخصا فقط، وفي هذه الأثناء سيكون العدد الباقي من الركاب في خطر». وفد الجامعة على متن الرحلة المقبلة من فرسان وفد من جامعة الملك سعود قدموا بناء على دعوات من بعض مسؤولي ورجالات المنطقة . أعجب الوفد بما شاهده من جزر ومناظر خلابة وأجواء عليلة لا تضاهيها أي أجواء أخرى، لكنهم كانوا يهمسون بضرورة توفير الأجواء الاستثمارية التي تعود بالنفع والفائدة على الجميع، وهم يرون أنه يجب أن تكون هناك جهة توفر الأجواء المناخية الاستثمارية التي تضمن للمستثمرين الاستمرار في استثماراتهم، وحل بعض التعقيدات التي تواجههم. رجال الأعمال يطالبون كان الحديث في قسم الضيافة في عبارة «فرسان» يدور بين المستثمرين عن وجود بعض «التعقيدات»، إذ يؤكدون أنهم لا يعلمون من هي الجهة التي يستطيعون من خلالها الحصول على فرص الاستثمار. متذمرين من تداخل بعض الجهات في العمل الواحد، مستدلين بذلك على العبارات الناقلة التي يشرف عليها سبع جهات حكومية، معتبرين ذلك عائقا. ويؤكد رجل الأعمال غازي محمد القصيبي، وهو من المنطقة الشرقية، أن الاستثمار في منطقة فرسان هدف الكثير من رجال الأعمال في المملكة لوجود مقومات الاستثمار والسياحة في الجزر المتناثرة، «لا بد من جهة تساعدنا على الاستثمار وتمنح الفرص لننفذ المشاريع، ونحن متأكدون بأنها ستكون مقصدا سياحيا من جميع الدول وليس مناطق المملكة، وكذلك تقديم بعض التسهيلات التي من شأنها تطوير المنطقة سياحيا». فرص استثمارية تعود أسباب عدم توافر الفرص الاستثمارية في محافظة فرسان إلى عدم وجود الأراضي التي تصلح لأن تكون مقرا للمستثمرين، إذ أن هناك أكثر من عشر طلبات استثمارية متنوعة بين منتجعات سياحية، فنادق، مطاعم، شاليهات، ومرسى متحرك. وأبان رئيس بلدية محافظة فرسان مسفر محمد الوتيد أنه تم طرح مخططين استثماريين بحرية وبرية وسيكون هناك مشاريع جديدة لمحافظة فرسان تساهم في تطويرها. وطالب عدد من المواطنين تطبيق القرار الذي صدر من مجلس الوزراء بتخفيض أسعار الوقود لأهالي محافظة فرسان أسوة بالمناطق الأخرى لخدمة الأهالي لكنه لازال غائبا عن التنفيذ، رغم صدور القرار منذ عام. قارب الهلال الأحمر الغائب القارب البحري الخاص بالهلال الأحمر «الإسعاف البحري للهلال الأحمر»، والذي تبرع به رجل أعمال من منطقة جدة لازال غائبا عن الخدمة وسط مطالبات بتشغيله ليقدم خدماته للحالات الحرجة عبر نقلها إلى مستشفيات جازان، وذلك بعد أن تعرض لوقوفه في المرسى لفترة طويلة إلى تلفيات كبيرة حالت دون تشغيله. الرياضة غائبة في فرسان الملاعب الرياضية وغياب الدعم أو المستثمرين من رجال الأعمال أعاق تطور الرياضة في فرسان ورغم وجود ناد رياضي في المحافظة إلا أنه لازال يعمل بميزانيات محدودة لا تفي بالغرض، وهذا ما طالب به شباب فرسان. سكن الطالبات أكثر من 200 طالبة في كلية فرسان بدون سكن ويعتمدن على سكن «العزاب»، وذلك بعد أن عجزت جامعة جازان عن توفير سكن لهن.