كشفت مصادر لبنانية مطلعة في بيروت ل «عكاظ» أن انعقاد مجلس الوزراء نهار الأربعاء بات محسوماً ليس لأسباب داخلية بل بسبب ضغوط خارجية وهو أولى نتائج زيارة الرئيس السوري بشار الأسد إلى فرنسا ولقائه الرئيس نيكولا ساركوزي. وختمت المصادر قائلة إن التصعيد الذي ظهر عبر بعض الأطراف أمس الأول وفيه تحديد للمهل ما هو إلا محاولة لدفع الرئيس سعد الحريري للتصعيد لعرقلة انعقاد مجلس الوزراء. وزير الدولة جان اوغاسبيان أكد أمس أن الوزراء لم يتبلغوا بعد بموعد جلسة مجلس الوزراء، مشيراً إلى أن جدول الأعمال كان قد تم توزيعه منذ حوالي شهر وتم إضافة بعض البنود عليه لاحقاً. واعتبر الوزير اوغاسبيان أن الإصرار على ملف شهود الزور هدفه وقف عمل المحكمة الدولية، إلا انه شدد على أن فريق 14 آذار يعتبر أن لدى المحكمة كل مصداقية للوصول إلى الحقيقة. فيما أكد وزير حزب الله في الحكومة محمد فنيش أن «موقف الفريق الآخر من ملف الشهود الزور هو الذي يعطل عمل الحكومة لأنه تم طرح هذا الملف وأصبح على المستوى الوطني قضية كبرى وعلى مستوى علاقات القوى السياسية قضية أساسية، وبالتالي لا يمكن القفز فوقه لأن الاتفاق في الجلسة الأخيرة للوزراء كان أن نعطي فرصة للتوافق على أساس أن يكون هذا الملف في أول جلسة مقبلة لمجلس الوزراء بنداً أساسياً على جدول أعمالها». و فيما رأى منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار، فارس سعيد أن حزب الله يعتمد اليوم لغتين، بحيث يتوجه بلغة إلى مجلس الأمن والخارج عبر مؤتمر صحافي حضاري يعقد في مجلس النواب، ويتوجه إلى الداخل اللبناني عبر لغة العودة إلى ما سماه بقطع الأعناق والتهديد والتهويل. عضو كتلة الرئيس نبيه بري النائب ميشال موسى أشار، أنه لم يتبلغ بعد بأية دعوة لانعقاد مجلس الوزراء الأربعاء المقبل، لكنه رأى في المقابل أن هناك احتمالا كبيرا بعقد الجلسة، آملا في أن يتصدر بند ملف الشهود الزور جدول الأعمال. من جهة ثانية، حذر الرئيس السوري بشار الأسد الجمعة من أن يكون القرار الاتهامي المرتقب صدوره عن المحكمة الخاصة بلبنان المكلفة التحقيق في اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري «مبنيا على شبهات أو تدخل سياسي». وقال الأسد في مقابلة مع قناة +تي اف 1+ الفرنسية في ختام زيارة لفرنسا استمرت يومين «عندما يكون قرار (المحكمة) مبنيا على دلائل قاطعة فإن الجميع يقبله وليس فقط سورية بل أيضا لبنان، ولكن إذا كان القرار مبنيا على شبهات أو تدخل سياسي فلا أحد سيأخذ القرار على محمل الجد».