مروا على باب المدينة عابرين سبيلهم يستنطقون سنابل الجوعى كأن ملامح الغرباء ليل مجدب وكأن أرصفة المدينة شرفة للعابرين إلى أقاصي الوجد موشومون بالحمى لهم صوت الخريف *** مروا هنا .. كتبوا على الجدران تاريخ الغزاة وأوغلوا في الحزن فوق رؤوسهم غيم من البوح المعتق بالسؤال وما استكان إلى دروب الغي من أشقاه موال النجاة *** مد عينيك كي تستفيق النجوم على أغنيات الصباح مد كفيك حتى تحيل التراب إلى جنة من نخيل مباح اسأل الروح عن حالة الراحلين، ولملم ملامحهم من هجير الرياح أسكن الجرح، نافح عن المتعبين، وهيئ لهم وطنا في البطاح *** مروا وصوت القادمين إلى المدينة موغل في الصحو لا يجثو على الأرض اليباب ولا تساورهم شكوك الظل صوت أنينهم مطر يشاكس سيرهم وله ويقتاتون حشو الأرض عطشى يلبسون جلودهم مروا على جسر الغياب محملين بوزرهم كانوا حفاة *** مروا على باب المدينة ليتهم قرؤوا جفاف الطين أشرعة القوارب حينما يتعانق العشاق لوحات الأساطير الرديئة سحنة السمار حين تباعدت خطواتهم نحو الغشاوة يرفلون ثيابهم ورق من الشجر المحنط بالوصية هاهنا مروا.. وغنوا للصبايا الفاتنات وأوجزوا.. «على جسر اللوزية .. تحت أوراق الفي .. هب الغربي .. وطاب النوم .. وأخذتني الغفوية» عزفوا على وجع القصيدة غربة المعنى تقاسيم الحروف وأجهشوا صمتا كأن الريح أغنية الرعاة أحمد قران الزهراني