أوصى إماما وخطيبا المسجد الحرام والمسجد النبوي المسلمين باستقبال العام الهجري الجديد بالطاعة والتقرب إلى الله وصيام شهر الله المحرم الذي هو أفضل الصيام بعد رمضان وآكده صوم يوم عاشوراء. وخاطب الشيخ أسامة خياط في خطبة الجمعة أمس في المسجد الحرام المسلمين قائلا: «ليكن مرور الأيام وانقضاء الأعوام خير باعث لكم على الاعتبار والادكار بتذكر انتهاء الآجال وانقضاء الأعمار والإحسان للنفس بدوام محاسبتها وإقامتها على الجادة وحجزها عن التردي في حمئة الخطايا والحذر من مشابهة حال من حذر الله من مشابهة حاله في قسوة القلب لطول الأمد»، وزاد «اذكروا قدومكم على ربكم ووقوفكم بين يديه في يوم ما أشد هوله واسألوا الله أن يجعل ما تستقبلون من أيام خيرا مما مضى وأن يجعل العام الجديد عام خير وبر وتقى ونصر ورفعة وعزة لأمة خير الورى (عليه الصلاة والسلام)». وذكر إمام وخطيب المسجد الحرام المسلمين بدعاء النبي (صلى الله عليه وسلم) «اللهم اجعل الحياة زيادة لي في كل خير والموت راحة لي من كل شر»، وقال: «شديد الحرص على اغتنام فرصة العمر باستثمار الليالي والأيام في كل خير يرضي به ربه ويعلو به قدره وتطيب به حياته ولذا فإنه يفرح بما من الله عليه من نعمة الإمهال حتى بلغه العام الجديد ليستكثر فيه من أسباب الزلفى إلى ربه وليستدرك ما فاته وما فرط منه بالتوبة والإنابة وهذا مصداق ما أخبر به النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه لايزيد المؤمن عمره إلا خيرا». ومن جهته، دعا إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ حسين آل الشيخ في خطبة الجمعة إلى تقوى الله ومحاسبة النفس وتقييم مسارها في ماضيها وحاضرها ومستقبلها، وقال: «إن الأعوام تتعاقب والشهور تتوالى والأعمار تطوى والآجال تقضى وكل شيء عنده بأجل مسمى وأن في استقبال عام وتوديع آخر غرساً للمتأملين وذكرى للمتدبرين»، وأضاف «حق على المؤمن الموقن بالله واليوم الآخر أن لا يغفل عن محاسبة نفسه وتقييم مسارها في ماضيها وحاضرها ومستقبلها». ووضع للمسلم عدة معايير لتقيم نفسه وهو يستقبل العام الجديد «تذكر وأنت تودع عاما وتستقبل آخر بإذن الله أن نجاتك في محاسبة نفسك وفوزك في معاهدة ذاتك، هل أنت عامل بمقتضى أوامر الله جل وعلا وأوامر رسوله (صلى الله عليه وسلم)، هل أنت طائع لله في كل شأن متبع لرسوله (صلى الله عليه وسلم) في كل لحظة، وهل كففت النفس عن العصيان وزجرتها عن الآثام، هل قمت بحقوق الخالق كاملة وأديت حقوق المخلوق وافية، وهل تفقدت نفسك وما فيها من الموبقات وعالجتها عما فيها من المهلكات»، وقال: «إن المتقين في كل زمان وحين لا يزدادون بالأعوام إلا خيرا وبرا ولا تمر بهم السنون إلا وهم في مسارعة للخيرات واغتنام للصالحات»، محذرا من ضياع الأعمار سدى ومن تفويت السنوات غثاء، حاثا على اغتنام كل وقت في اكتساب الحسنات والمبادرة إلى الصالحات»، وأضاف «حق على المكلف وهو يودع عاما ويستقبل آخر أن يقف وقفة صدق يحاسب فيها نفسه ويساءل ذاته ليجعل من تقلب الأزمان أنصح المؤدبين وأفصح الواعظين ليتنبه من غفلته ويعود عن غيه ويلين من قسوته ففي قوارع الدهر عبر، وفي حوادث الأيام مزدجر، يحاسب الإنسان نفسه ليعلم أن هذه الدنيا دار ممر، وأن الآخرة هي الباقية.