أكد ل«عكاظ» الدكتور أنسجار بيلكيه الاقتصادي العالمي والبروفوسور في معهد الشؤون الاقتصادية في برلين، على الدور المهم للمملكة في مجموعة ال 20 الاقتصادية، وبينت أن مقترحات خادم الحرمين الشريفين تتواكب مع الوضع الدولي، وتجنب مخاطر اندلاع أزمة مالية عالمية أخرى. وقال «إن مشاركة المملكة في مجموعة العشرين، تعطي وزنا مهما للدول العربية، وتدعم قضاياها» مشيرا إلى أن المملكة تتمتع بكيان اقتصادي واعد ومتطور، ما يعطيها وزنا خاصا في العلاقات الاقتصادية مع مجموعة اليورو والاتحاد الأوروبي بشكل عام. ورأى بيلكيه أن التصريحات التي سبقت قمة ال 20 التي تستضيفها العاصمة الكورية الجنوبية سيول تنطوي على ملفات تتعلق بالعملة، وكيفية طرح عملات أخرى تكون موازية للدولار واليورو، واعتبر النفط من العملات المستقبلية والحالية المهمة لأنه يوجد وضع اقتصادي وميزانية ذات وزن مهم، واستبعد أن تتفق الدول في سيول على جعل الذهب الأصفر الاحتياطي القومي والدولي على السواء، لافتا إلى أن هذا الطلب صعب المنال، موضحا أن هناك عملات جديدة تدخل الأسواق رويدا رويدا من الصين واليابان ودول آسيا، فضلا عن منطقة الخليج العربي التي يرى فيها ميزانا اقتصاديا عربيا مهما يؤثر في الموازنات العالمية والاقتصاد العالمي. ويقترح على مجموعة اليورو إنشاء صندوق للنقد الأوروبي، مهمته التعاون مع البنك المركزي الأوروبي حتى لا يصبح الأخير مجرد بنك يهتم بالدول المفلسة مثل اليونان والبرتغال، لافتا إلى أنه «لو كان هناك مؤسسة للنقد الأوروبي لما احتاج البنك المركزي إلى إقراض هذه الدول بفائدة لا تزيد عن 1 في المائة لانتشالها من أزمة الإفلاس». وأبدى د. بيلكيه، تخوفه من أن يتحول البنك المركزي الأوروبي إلى ما يعرف «بالباد بنك» مشددا على أهمية إنشاء صندوق للنقد الأوروبي. وقال كما اتفقت الدول الأعضاء في مجموعة ال 20 في واشنطن في اجتماعها الأخير أن يكون صندوق النقد الدولي بمثابة الإنذار المبكر لأية أزمة مالية متوقعة، فإن صندوق النقد الأوروبي سيكون مواكبا لذلك الأمر، مما يسهل التعاملات والتبادلات التجارية مع الكتل الاقتصادية المهمة. وعن توقعاته لقمة لمجموعة ال 20 والتي تنطلق اليوم وغدا في كوريا الجنوبية قال بيلكيه: «هذه القمة ستركز على الاهتمام بالتنمية المستديمة للدول التنموية والفقيرة والأشد فقرا، ودور الدول الصاعدة التي لها وزن لا يستهان به في الاقتصاد العالمي، فضلا عن تمرير العديد من الإصلاحات في السوق المالية، معتبرا قمة سيول قمة واعدة للمستقبل. وأكد ضرورة أن تخرج قمة سيول الخامسة لمجموعة ال 20 الاقتصادية، بمزيد من النتائج لما يمكن أن يكون عليه الوضع الاقتصادي والمالي العالمي، ولما يمكن أن تقدمه الدول الغنية للفقيرة لا سيما وأن الفقر يؤثر سلبا على الانتعاش الاقتصادي، وينمي مشاريع الهجرة غير الشرعية التي هي من تحديات اقتصاديات أوروبا بشكل عام.