لقد أسعدتموني هذا المساء بهذا العطاء .. فقبل عامين تحدثت عن نية نشر ثقافة العمل والتفاؤل والثقة بالنفس في مواجهة ثقافة الإحباط، واليوم أرى أن هذه الوجوه الشابة والنظرات الثاقبة والسواعد القادرة قد بدأت بالفعل للوصول إلى هذه الغاية، لقد استعدتم الثقة ليس لأنفسكم فقط، وإنما لوطنكم وأمتكم، وتبرهنون هذا المساء كما هي عادتكم بأنكم قادرون لبلوغ جميع الغايات، ولن أفاجأ إذا وجدتكم بعد بضع سنوات تبلغون شعاركم في هذه المنطقة العالم الأول. إن الإنسان السعودي لا ينقصه الذكاء ولا تنقصه العقيدة ولا ينقصه الثبات والقدرة، وهو يحقق في أيام ما يتحقق في أشهر، ويحقق في أشهر ما يتحقق في سنوات والدليل على ذلك هو ما يتحدث عنه العالم أجمع اليوم وتتحدث عنه الصحافة والإعلام في كل أنحاء العالم عن هذه الخطوات الجريئة والوثبات العالية التي يقودها سيدي خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبدالعزيز والنائب الثاني الأمير نايف بن عبدالعزيز، إننا في هذه البلاد ننعم بهذه الإمكانيات التي تحقق لنا العالمية في أسرع وقت، ومن هذه الأمور التي يجب أن نحافظ عليها في مسيرتنا نحو العالم الأول هي التمسك بهويتنا وعدم التهاون بها، وهويتنا أيها الأخوة والأخوات هي «لغتنا»، وأذكركم بما طالبت به منذ أسبوعين بالتمسك بالأسماء العربية في شركاتنا وفي طرقنا وشوارعنا وأماكننا وعماراتنا؛ لأن اللغة هي الهوية، وهي لغة القرآن الكريم التي شرفنا بها الله فجعل خاتم أنبيائه عربيا، وجعل آخر الكتب السماوية عربيا. وحري بنا ونحن نجاور بيت الله أن نحافظ على هذه اللغة وأن نصونها وأن نكبرها، ولقد سمعت مجمل إسراركم أيها الشباب والشابات في هذا المساء يختصر في كلمة واحدة وللأسف كانت باللغة الإنجليزية وهي «جتس»، وهي كلمة ليست عربية ولو قيل الإرادة لأصاب، فبالإرادة والإدارة تبلغون الصدارة إن شاء الله.