هناك أسماء في الحياة الإعلامية السعودية تدعونا أنشطتها ومبادراتها للفخر بما أنجزت، وعندما يكون الحديث عن الإعلام السعودي أو العربي المهاجر، فإننا حتما نتحدث عن مؤسسات وشركات وأفراد، كان أبرزها الشركة السعودية للأبحاث والتسويق التي كانت لندن مقرها ومنطلقها إلى العالم كل العالم، وغيرها مثل تلفزيون الشرق الأوسط (m b c) وإذاعات الديجيتال «الرقمية»، ولكن لا بد وأن نعرج أو نتوقف طويلا أمام سعودية عشقت الإعلام وأحبته إلى جانب الأدب والكتابة، كان كل شيء في حياتها مبادرات من الممكن وصفها بالمغامرة، تلكم هي الأديبة والإعلامية هدى الرشيد التي انطلقت إعلاميا من إذاعة جدة في بداية سبعينيات القرن العشرين، مسجلة نجاحات إعلامية أنثوية سعودية حملتها إلى لندن، وتحديدا إلى هيئة الإذاعة البريطانية ال «b b c» العربية قبل كل تلك الجهات، لتعايش هناك كبار الإعلاميين العرب في المهجر الذين تتلمذت على أيديهم، مثل أكرم صالح رحمه الله، ثم زاملتهم في طريق أن تكون علما في الإعلام العربي، وكان لهدى الرشيد أن تصبح الصوت العربي الذي أحدث ضجيجا جميلا كمذيعة أخبار ينتظر كثيرون سماع صوتها في أسخن فترات تعامل الآذان العربية مع المذياع، سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي. هدى الرشيد تقضي بيننا اليوم إجازة قصيرة كانت فيها المحتفى به الأول خلال الأسبوع. الجميل عند محاولاتي نفض الغبار عن ذاكرتها وذكريات الأمس في جدة، وجدتني مضطرا لنفض ذلك عن ذاكرتي، فذاكرتها ما زالت لامعة تحمل معها كل جميل عن تجربتها الأولى في إذاعة جدة، مع بابا طاهر زمخشري وبدر كريم وسعد عبدالوهاب وزكريا المصري ورشيد علامة وعلي البعداني وعبدالرحمن يغمور وغيرهم، بل إنها كانت في لمعان يحكي تفاصيل التفاصيل في إعلام تلك الفترة الهامة من تأريخنا الإعلامي. هدى الرشيد واجهة إعلامية سعودية تحدثت بلسان الإعلامية السعودية، قبل أن تدخل السعوديات عراك الإعلام إلا واحدة سبقتها، وكانت الرشيد بالفعل صاحبة المبادرة الأولى لتقديم أعمال تحمل الكثير من فوح عطر الأدب، عندما قدمت كتابات وشعرا ونثرا ومسرحا، خلال معانقتها لمايكروفون ال (بي بي سي) عقودا ثلاثة لازمت فيها تحقيق نجاحات من لون يحمل طعم المبادرات لبلادها وللسعوديات، في وقت كان يستعر فيه جدل عقيم في الداخل عن إمكانية عمل السعوديات من عدمه في هذا المجال أو ذاك. قبل أن تعود هدى أدراجها وددت تقديم تحية لمبدعة أضافت لإعلامنا الشيء الكثير. فاصلة ثلاثية يقول فيلسوف: الحب القوي يفك السلاسل ويكسر القيود.. لكن تثاؤبا بسيطا قد يقتله. ويقول آخر: أول الحب عند الرجل «الحياء» وأوله عند المرأة «الجرأة». ويقول جريمي كولار: المحبو ن كالمرضى يهذون بما يسرهم.