أقرت منظمة أوبك استراتيجية جديدة وشاملة طويلة الأمد خلال المؤتمر الوزاري الذي أنهى أعماله في فيينا البارحة، واعتمدت الاستراتيجية التي جرى إعدادها على مدار العام الماضي على إطار عمل واضح ومتناغم لمستقبل المنظمة. وأوكلت مهمة صياغة الاستراتيجية الجديدة إلى وكلاء وزارات البترول والطاقة في الدول الأعضاء برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز مساعد وزير البترول والثروة المعدنية لشؤون البترول. ويتزامن إقرار الاستراتيجية طويلة الأمد الجديدة وهي ثاني استراتيجية من نوعها مع الذكرى ال 50 لإنشاء «أوبك». وتحدد الاستراتيجية الجديدة الأهداف والتحديات الكبرى التي تواجهها المنظمة حاليا ومستقبليا، كما تحدد أهداف المنظمة بخصوص العائدات البترولية للدول الأعضاء، ضمان أسعار عادلة ومستقرة للنفط، دور النفط في تلبية الطلب المستقبلي على الطاقة، نصيب «أوبك» من الإمدادات النفطية العالمية، استقرار سوق النفط العالمية، تأمين الإمداد المنتظم للمستهلكين، والسعي لتأمين وتعزيز المصالح الجماعية للدول الأعضاء في المفاوضات العالمية. ومن المقرر أن تلعب الاستراتيجية الجديدة دوراً محورياً بالنسبة للمنظمة نحو تحقيق هدفها الرامي للمساعدة على توفير الوقود لتحقيق رخاء عالمي، والإسهام في استقرار السوق بما يعود بالنفع على الجميع، مع ضمان المصالح المشروعة للدول الأعضاء. من جهته، أعلن أمس وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي النعيمي، أن إيران ستتولى في 2011 رئاسة منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) للمرة الأولى منذ 36 عاما. ودعا النعيمي في تصريحات للصحفيين بعد اجتماع منظمة أوبك في فيينا أمس، الدول الأعضاء في منظمة أوبك إلى الالتزام بصورة أكبر بمستويات الإنتاج التي تستهدفها المنظمة. وأكد أنه راض عن الأوضاع الحالية في سوق النفط وأسعار النفط الحالية، وأنه يتمنى ألا تنحسر وتيرة الانتعاش الاقتصادي. وأضاف أن «أكبر التحديات التي تواجهنا هي الإبقاء على سوق النفط كما هي اليوم...نحن في وضع مثالي. والسوق تحظى بإمدادات جيدة. نحن سعداء بالأسعار الحالية». ولكنه امتنع عن التعليق على المستوى السعري الذي من شأنه أن يهدد الانتعاش الاقتصادي الهش، قال إن الدول المنتجة قلقة من احتمال العودة إلى الركود. وأضاف «أتمنى ألا نشهد تكرارا للركود. الجميع يبذل قصارى جهده لتجنب ذلك». وتوقع أن يكون الطلب على النفط من الشرق الأوسط قويا في الربع الأول من العام المقبل، مشيرا إلى أن الطلب الآسيوي ما زال قويا أيضا. إلى ذلك أكد رئيس منظمة أوبك وزير النفط والمناجم الاكوادوري ويلسون باستور أن وزراء المنظمة اتفقوا على ترك مستويات الإنتاج المستهدفة دون تغيير. وقال، إن أوبك ستعقد اجتماعها المقبل في كيتو في 11 ديسمبر (كانون الأول) المقبل. وكان من المتوقع على نطاق واسع أن تبقي أوبك على سياسة الإنتاج التي انتهجتها منذ ديسمبر (كانون الأول) 2008، حينما أعلنت تخفيضات قياسية في الانتاج بواقع 4.2 مليون برميل يوميا. ومنح حجم التخفيضات المنظمة مساحة كبيرة لزيادة أو خفض الإمدادات بشكل غير رسمي حسب قوة سوق النفط. وقال مندوب في المنظمة، إن وزراء المنظمة متفقون «100 في المائة» على ترك مستويات الإنتاج الحالية دون تغيير. واستقرت العقود الآجلة للنفط الخام الأمريكي في نطاق 70 إلى 80 دولارا للبرميل خلال معظم العام الحالي، وهو نطاق تصفه السعودية بأنه مثالي للمنتجين والمستهلكين على السواء لكن تراجع الدولار هذا الشهر بدأ يدفع الأسعار إلى مستويات أعلى. وارتفع النفط للجلسة الثانية على التوالي أمس ليتجاوز 84 دولارا للبرميل، مقتربا من أعلى مستوياته في خمسة أشهر، مدعوما بصعود كبير في أسعار السلع الأولية مع عزوف المستثمرين عن الدولار والإقبال على الأصول التي تحتفظ بالقيمة. وصعد النفط الخام الأمريكي للعقود تسليم نوفمبر (تشرين الثاني) دولارا ليبلغ 84.01 دولار للبرميل بحلول الساعة 06:51 بتوقيت جرينتش مقتربا من مستوى 84.43 المسجل الأسبوع الماضي وهو أعلى مستوى منذ الرابع من مايو أيار. وزاد مزيج برنت خام القياس الأوروبي 74 سنتا إلى 85.38 دولار.