كشف استطلاع رأي أجرته بعض العيادات الطبية المتخصصة في طب العيون في جدة، أن 35 في المائة من مرضى قصر النظر يتخوفون من إجراء تصحيح النظر عن طريق الليزر ويفضلون ارتداء العدسات اللاصقة أو النظارة الطبية، بينما يفضل 65 في المائة من الأشخاص إجراء هذه الجراحة للتخلص من النظارة الطبية، وبين الاستطلاع أن الرجال يتفوقون على النساء في عمليات تصحيح النظر بالليزر، بينما تتفوق النساء في ارتداء العدسات الطبية اللاصقة أو النظارة وخصوصا إذا كان الرقم الطبي للنظر لا يتجاوز درجتين. خوف المرضى ورأى عدد من الذين يعانون من قصر النظر ويتخوفون من الليزر أن السبب وراء ذلك هو عدم ارتياحهم النفسي وخشيتهم من إمكانية تعرضهم لخطأ طبي ( لاسمح الله) في حاسة الرؤية، وأكدوا أن خبرة الأطباء وكفاءتهم تلعب دورا مهما في استقطاب الذين يعانون من قصر النظر وإجراء العمليات لهم. قناعة الفرد واعتبر استشاري العيون والمتخصص في جراحة تجميل العيون في مستشفى القوات المسلحة في الطائف الدكتور ياسر عطية المزروعي، أن من حق الأشخاص الذين يعانون من ضعف النظر اختيار الوسيلة المناسبة لتصحيح نظرهم سواء بارتداء النظارة أو العدسات اللاصقة أو عملية الليزر، وهي اختيارات يضعها طبيب العيون أمام الشخص. وأضاف: «لا يمكن لأي طبيب عيون إلزام الشخص بعملية الليزر، فدوره مقتصر على تقديم العلاج والنصيحة، وخصوصا أن الأمر يتعلق بقناعة الفرد وحالته النفسية، فلا يمكن إجبار شخص بعملية تصحيح بالليزر طالما نفسيته مشحونة بالمخاوف، كما أنه مرتاح بالوسيلة التي يرى بها سواء النظارة الطبية أو العدسات».. ويلفت المزروعي إلى أن الحالة النفسية لها دور كبير في اتخاذ القرارات، لاسيما إذا كان الأمر يتعلق بعملية جراحية أو التدخل بالليزر في تصحيح النظر، وبالتأكيد فإن النصيحة دائما هي اختيار الطبيب المتخصص والمستشفى المشهود له واستشارة الأطباء قبل التسرع في اتخاذ أي قرار قد ينعكس سلبا على صحة المريض. بدائل متاحة ويتفق أخصائي الطب النفسي الدكتور محمد إعجاز براشا مع الرأي السابق فيقول: بعض المرضى يترددون كثيرا في اتخاذ القرار الصحيح في الوقت المناسب، وبعضهم يتخوف من الإقدام على الخطوة لأنه يعيش في حالة قلق وترقب، وكل هذه المشاعر النفسية هي ردود فعل طبيعية، فالعمليات التجميلية التي يدخل تصحيح النظر بالليزر من ضمنها هي عملية ليست إجبارية وملزمة على المريض، وبالتالي فإن اتخاذ القرار حولها يتوقف على الشخص نفسه، مع التنويه إلى أن الطبيب يتيح الخيارات المتاحة أمامه وتناسب الأشخاص أو المرضى. براشا أكد أن قلق الأشخاص حول اتخاذ القرارات الحازمة نحو العمليات الباردة لا تعتبر حالة مرضية طالما ليس هناك أي ضرر من عدم إجراء العملية وأية خطورة على الأفراد، خصوصا أن هناك بدائل متاحة.