رؤية صافية ودقيقة دون الحاجة لوضع نظارة طبية، هذا هو حلم كل شخص يعاني من قصر أو طول النظر. وبعيدا عن أمور عارضة مثل الضباب الذي يتكاثف على عدسات النظارات في الشتاء و تغيير الموضة ، هناك أيضا جوانب عملية : فالأشخاص الذين لا يضعون النظارات الطبية يحظون بمدى رؤية أوسع وهو أمر مفيد للغاية عند قيادة السيارة على سبيل المثال. لكن بسبب تكلفة عمليات تصحيح الإبصار الباهظة والمخاوف المرتبطة بعمليات العلاج بالليزر ، ينزع معظم مرضى العيون لبديل ثالث، يتمثل في العدسات اللاصقة. يفسر ذلك الطبيب جيرالد بويمه من الجمعية الألمانية لاخصائيي البصريات بقوله:" تستطيع العدسات اللاصقة تصحيح معظم أشكال التشوه البصري ومنها طول النظر". قد تكون العدسات اللاصقة فعالة للغاية ، غير ان الامر يتطلب بعض الوقت لاعتيادها. قد ينصحك أخصائي النظارات بوضع عدسات لاصقة وكذلك أخصائي العيون، بيد أن طبيب العيون هو الشخص الوحيد القادر على تحديد ما إذا كانت عيناك من الصحة بمكان كي تتحملان العدسات، فالأمر قد يستغرق ساعات كي تثبت مجموعة العدسات الأولى. هناك نوعان من العدسات : عدسات مرنة وعدسات صلبة ، غير أن تلك الصفة الثانية الصلبة لم تعد تنطبق بشكل كامل على العدسات الحديثة ، بحسب جمعية حماية المستهلك الألماني التي أصدرت مؤخرا دليلا حول الموضوع. وتبدو العدسات "صلبة " أو "لينة " لكنها اليوم تصنع من مواد بلاستيكية خاصة تجعلها اكثر مرونة. أما السؤال عن أي أنواع العدسات اللاصقة أنت بحاجة إليه ، فيمكن التوصل لاجابته بعد أول فحص للعين ، حيث يجري المختصون اختبارات لتحديد قوة الإبصار واحدوداب القرنية وإفرازات العين ، الأمر يعتمد ايضا على سبب وضع العدسات : هل ستضعها طوال اليوم ، من وقت الاستيقاظ وحتى الخلود للفراش ثانية ، أم انك ستضعها في أوقات معينة ، عند ممارسة الرياضة مثلا ، أم أنك تضعها بضع مرات كل أسبوع؟. وقد تكون العدسات أيضا "دائمة" أو مؤقتة، بمعنى أنك تضعها عدة أيام ثم تتخلص منها . وتمثل العدسات التي تستخدم مرة واحدة نحو 85 بالمئة من سوق العدسات اللاصقة في ألمانيا، وأكثرها شيعا ، هي تلك التي يمكن وضعها لفترة أربع ساعات. يقول فولكر جراهل خبير العدسات اللاصقة من رابطة مصنعي العدسات "سبكتاريس" :" العدسات التي تستخدم لمرة واحدة تناسب 75 بالمئة فحسب من أشكال التشوه البصري". كما أن هذ النوع من العدسات يتطلب نفس قدر العناية التي تتطلبها العدسات التقليدية ، ولا تمثل قيمة خاصة إلا في حال عدم استخدامها بشكل متكرر. ويقول الخبراء ، إن العدسات الصلبة جافة ، هي الأقل كلفة على المدى البعيد ، فهي تطفو على طبقة رقيقة من قطرات الدموع إفرازات العين والتي تسمح بوصول الأوكسجين والمواد المغذية الأساسية للعين. ولا تستطيع الميكروبات والجراثيم المسببة لأمراض العيون، والمواد الكيماوية الالتصاق بسطح العدسة الصلبة ومن ثم لا يمكنها أن تؤذي العين، غير أن عمر العدسات الصلبة ، الافتراضي ، محدود ولايزيد على 18 شهرا. وفي معظم الأحيان يتم ضبط العدسات حسب قوة إبصار كل عين على حدة. ويضيف بويمه " العدسات المرنة هي الملاذ الثاني إذا كان الشخص ينوي وضعها كل يوم ". وهذا النوع من العدسات يسهل الاعتياد عليها وإذا كنت تعمل في بيئة متربة ، ستجد أن العدسات المرنة تسبب هياجا أقل للعين، ويمكن استخدامها لمدة قد تصل لعام كامل. بالاضافة إلى تكاليف الشراء ، يتعين عليك أن تحسب تكاليف منتجات العناية التي ستحتاجها. يقول بويمه "ستحتاج دائما زوجا من النظارات كبديل طوارئ "، ذلك أنك ينبغي ان تنزع العدسات في حال إصابتك بعدوى ما ، أوباحمرار العين جراء الإصابة بالبرد على سبيل المثال، وإلا فقد ينتهي الأمر بأن تتسبب في إصابة عينيك بضرر دائم.