دوما نشكو حال الدراما السعودية وقصر يدنا في الوقوف أمام الآخرين في دنيا الدراما التلفزيونية والعمل المسرحي بشكل عام. وغالبا ما نبحث عن السلبيات والقصور لنعيد رواية علماء النفس ولعبة نصف الكوب الفارغ ونصفه الممتلئ، ولكن لأن الأمر لا يمكن وصفه ب«العقم الفني» فلا تلبث حقبة ما أن تعلن عن نفسها إلا وتطل مواهب برأسها لتقول ها أنذا. وخلال متابعتنا للأنشطة الثقافية المختلفة في مهرجان سوق عكاظ في دورته التي رفعت أوراق أنشطتها يوم السبت، فاجأنا ذاك الفتى الموهوب نايف خلف بتجسيده دور شاعر المعلقات، الفتى النزق الذي كان يهوى الوقوف أمام العواصف والأنواء طرفة بن العبد، سيما في صدامه مع ملك الحيرة الذي أودى به لنهاية مبكرة. الوقت هنا والمساحة لنايف خلف وليست لطرفة، فالأمر يتطلب احترام قدرات ممثلينا الشباب الذين تبدو وتدلل كل الفرص الجيدة وأؤكد على الجيدة أن شيئا ما سيحدث وسنستمتع بأداء جد ملفت. أداء نايف لدوره في مسرحية (طرفة) التي اختارتها اللجنة القائمة على المهرجان لعرضها طوال أيام هذه الدورة وتجسيده لشخصية طرفة بمؤازرة زميله عبد الله عسيري الذي كشف عن خط جميل في دواخله كفنان وهو يجسد دور المتلمس، ووقوفهما أمام فنان قدير من سورية (زيناتي قدسية) يجعلنا نكون أكثر ثقة بموهوبينا وشبابنا من الفنانين الذين هم بالفعل أكفاء ينتظرون فرصا مثل هذه، بعيدا عن الأدوار الاجتماعية التي تجيء في معظمها سخيفة، فلا هي تلك التي تتيح للفنان التماهي مع الإبداع الذي يسكن دواخله ولا هي تلك التي تضيف له ولاسمه أو تبقيه في ذاكرة الناس. سعدت كمشاهد وأنا أرى على الخشبة ما يسعدني كمتلق ومشاهد، وهي حالة كرر فيها نايف ما عشته منذ 20 عاما من زميله الأكبر تجربة عبد الإله السناني عندما وقف أمام نجوم كبار من عالمنا العربي؛ محمود ياسين، محمد المنصور، فاطمة التابعي، وأحمد فؤاد سليم وغيرهم، في مسرحية (واقدساه) باكورة إنتاج اتحاد الفنانين العرب عند إنشائه. أثق بموهوبينا وأطالب بإتاحة الفرصة لهم بشكل جاد كما هي جدية مهرجانات بحجم سوق عكاظ، ولنا أيضا مواقف مع أبنائنا المجيدين. فاصلة ثلاثية لخولة أطلال ببرقة ثهمد *** تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد