الحادث الشهير الذي تناقلته وكالات الأنباء في العالم أخيرا حول سرقة اللوحة النادرة «زهرة الخشخاش» للفنان الهولندي العالمي «فان جوخ» من متحف محمد محمود خليل في محافظة الجيزة في مصر، والذي كشف عن تدهور كبير في تأمين وحماية الآثار والتحف الفنية في مصر، مما استدعى إحالة النائب العام المصري لمسؤولين كبار في وزارة الثقافة للقضاء، بل ومطالبة نواب برلمانيين ومثقفين بارزين بإحالة وزير الثقافة المصري فاروق حسني للمحاكمة بتهم الإهمال الجسيم، ومسؤوليته عن ضعف أنظمة المراقبة في المتاحف، الأمر الذي أدى لسرقة هذه اللوحة الفنية النادرة. عاد هذا الحادث في الأذهان إلى سلسلة متوالية من سرقة المتاحف المصرية، وعلى نحو خاص سرقة اللوحات الفنية لفنانين عالميين تقدر بملايين الدولارات، فمن المفارقات الغريبة أن اللوحة نفسها «زهرة الخشخاش» سبق أن تعرضت للسرقة قبل منذ 33 عاما، وتمت استعادتها بعد عام من سرقتها، كما تعرض قصر محمد علي باشا في منطقة شبرا الخيمة في القاهرة لسرقة تسع لوحات فنية عام 2007، وتمت استعادتها لاحقا. ونظرا لكون هذه المقتنيات الفنية تراثا إنسانيا، فقد وصف أمين عام اتحاد الأثريين العرب الدكتور محمد الكحلاوي هذه السرقات الفنية بكونها فضيحة، خاصة أن هذا هو حادث السرقة الثاني للوحة «زهرة الخشخاش»، مطالبا السلطات المصرية بإعادة النظر في وسائل تأمين المتاحف، والاهتمام بالعنصر البشري في ذلك. وعلى المستوى الدولي، تعتبر فرنسا ومتاحفها الفنية هدفا مفضلا لمحترفي سرقة اللوحات والمقتنيات الفنية، حيث تشير الأرقام إلى وقوع 35 جريمة سرقة متاحف في المتوسط سنويا، على مدار الأعوام ال15 الماضية، وكان آخرها في مايو الماضي، حين تعرض متحف باريس للفن الحديث لحادث سرقة لأعمال فنية من ثلاثة معارض داخل المتحف بلغت قيمتها أكثر من 100 مليون يورو (127 مليون دولار)، أسفر عن سرقة خمس لوحات نادرة، منها لوحات لبيكاسو وماتيس وموديغلياني. وفي شهر يونيو الماضي، تعرض منزل حفيدة الفنان العالمي الشهير وعبقري الفن التشكيلي «بابلو بيكاسو»، والذي يضم بعض أعماله الفنية لحادثة سطو، أثناء نوم الحفيدة، حيث تم نزع اللوحات من أطرها في هدوء شديد، مما يدل على تخطيط محكم ودقة بالغة في عملية السرقة، خاصة مع عدم وجود أي آثار للبصمات أو الحمض النووي للفاعلين.. فمن وراء هذه السلسلة من السرقات الفنية في العالم؟. [email protected]