أكد رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية محمد الموساوي أن مبادرة الملك عبدالله كان لها وقع كبير لدى الفرنسيين، مبينا في حواره مع «عكاظ» أن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي يؤكد في لقائه بالقيادات الدينية في فرنسا أن المبادرة تعد تاريخية ولا بد أن يستفيد منها المجتمع الفرنسي، مشيرا إلى أن المبادرة عززت الحوار بين الأديان في الداخل الفرنسي.. وتحدث الموساوي عن شؤون وقضايا المسلمين في فرنسا، إلى الحوار: • هناك دراسات تنشر من وقت إلى آخر تفيد بتزايد أعداد المسلمين في فرنسا، هل هي رسائل تخويفية أم إحصاءات حقيقية؟ أولا هناك الزيادة الطبيعية للمسلمين المتعلقة بزيادة عدد السكان في فرنسا، وهناك الزيادة المتعلقة بالهجرة ولكنها أصبحت تقل بحكم الشروط الصعبة التي تحد من الهجرة. ولكن المبالغة تبقى في أعداد الفرنسيين من أصول مسيحية الذين يعتنقون الإسلام، حيث تبقى في أعداد معقولة. وفي المقابل هناك الجهات التي تبث الرعب في قلوب المجتمع عن خطر تزايد أعداد هائلة للمسلمين مثلا أن يكون في العام 2040 غالبية السكان هم مسلمين وهذا ليس صحيحا. • المسلمون يقدرون بنحو ستة ملايين مسلم في فرنسا، كيف استقبلتم الأمر الملكي السعودي لتنظيم الفتوى داخل المملكة، وقصرها في جهة متخصصة في إصدار الفتاوى؟ بالنسبة لهذا الموضوع فوضعنا في فرنسا أصعب بكثير من أكثر الدول الإسلامية التي يوجد فيها جهات رسمية ووزارات مكلفة بالشؤون الدينية ولها مجالس علمية ومجالس للفتوى ومراكز للبحوث والدراسات الإسلامية، خصوصا في المملكة التي يوجد فيها فقهاء مؤهلون للفتوى خصوصا في المسائل المستحدثة في الزمن الحاضر وهي تختلف عن المسائل التي حسم فيها الفقهاء والواضحة حسب تعاليم الدين الإسلامي. لكن الصعوبة كما ذكرت في الأمور التي يحدث فيها ارتباك، ولذلك هذا البيان بمثابة جهة رسمية للفتوى. والحقيقة في أوروبا وفي فرنسا بشكل خاص ليس هناك جهة رسمية تتولى أمور الفتوى وإن كان هناك المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية لكن يبقى دوره محصورا في تنسيق أمور المسلمين مع الحكومة. ولذلك يلجأ الناس إلى الفضائيات التي تورد تعدد الفتاوى ولكن لا نمانعها إذا كانت من مصادر رسمية ولها جهات محصنة ولا ضير في تعدد الآراء الفقهية وهذا شيء من ديننا. وحتى نفصل في حال المسلمين في أوروبا، عندما تتعلق الفتوى بشؤون الفرد وشعائره الخاصة فلا نقع في حرج كبير، ولكن عندما تتعلق الفتوى بشؤون الناس فهنا يكون الخطر عندما تكون الفتاوى متفرقة ويكون الأثر سلبيا، ولذلك نحاول أن نلجأ في فرنسا إلى الفتاوى المدروسة والمحكمة والتي يتفق عليها الفقهاء المؤتمنون بفتواهم وأقرت لهم الأمة الإسلامية بالقبول وهؤلاء نعمل بفتواهم دون تردد. • كيف ينظر المجتمع الفرنسي إلى التجمعات الرمضانية التي تبدو واضحة في الشارع؟ أصبح رمضان مقبولا منذ عدة سنوات داخل المجتمع الفرنسي وليس فقط في الشارع، ولكن أيضا داخل الشركات والمصانع وأماكن العمل، فأغلب الشركات الفرنسية تنظر إلى حال المسلمين في رمضان وتحاول أن تيسر عليهم العمل لكي يوفقوا بين الجانب العملي داخل مقارهم والجانب التعبدي للمسلم. وهذه رسالة تفهم يبعثها لنا الفرنسيون. وكذلك المجتمع الفرنسي يظهر اهتماما كبيرا تجاه رمضان يبدأ بها الصحافيون منذ إعلان بدء الشهر وذلك بالتعليق وبث الإعلان في وسائل الإعلام الرسمية، كما أن هناك وزراء ونوابا برلمانيين يشاركون المسلمين إفطارهم الرمضاني وهم مسرورون جدا بهذا الحدث. كما أن المراكز التجارية الكبيرة في فرنسا تقدم في هذه الفترة مواد غذائية رمضانية تتناسب مع وجبات إفطار المسلمين.