هل علينا شهر الرحمة والغفران شهر رمضان الذي يعتبر أعظم الشهور التي يتقرب بها العبد إلى ربه للتخلص من ذنوب العام كله.. لكن عملية الإنابة إلى الله والتضرع إليه، تجعل البعض عرضة لحمل الكثير من الدهون والإصابة بأمراض عدة، وحولوا شهر رمضان من نعمة عليهم إلى نقمة. الصيام الذي فرضه الله علينا والذي من المفترض أن يعي البعض أنه أفضل الطرق الطبيعية للتخلص من الدهون التي ترسبت في الجسم على مدار العام، نتيجة عوامل عدة بدل أن يصبح شهر أكل وشرب بإسراف. فالدراسات تقول: إنه وأثناء فتره الصيام، يعتمد الجسم في طاقته وحاجته على وجبة السحور والتي ما إن تهضم وتستغل حتى يجد الجسم نفسه مضطرا للبحث عن مصدر آخر للطاقة، وغالبا ما تكون الدهون المخزونة في أنسجة الجسم، وبهذه الطريقة يتم حرق الدهون وتخليص الجسم من السموم المتراكمة. ألا يا ليت قرائي يعلمون أنه وأثناء استهلاك الجسم للمواد المتراكمة منه أثناء فترة الصيام، فإن من بين هذه المواد الدهون الملتصقة بجدران الأوعية الدموية، فيؤدي ذلك إلى إذابتها تماما والتخلص منها، وبالتالي زيادة تدفق الدم خلال هذه الأوعية وزيادة نسبة الأكسجين والغذاء الواصل إلى الخلايا عبر هذا الدم، وبالتالي تزداد حيوية وعمل الخلايا، لذلك نرى أن الشخص الذي يحافظ على الصيام تقل إصابته بأمراض القلب وتتأخر عنده علامات الشيخوخة. للأسف هناك من الصائمين من يحرم من فوائد شهر رمضان الصحية، وهم الذين لا يتحركون أثناء نهار رمضان ويقضي كل نهاره في النوم، كون جسم الإنسان أثناء النوم لا يحتاج إلى طاقة كبيرة وبالتالي ليس بحاجة أن يحرق الدهون المخزونة، متناسين أن الحفاظ على استمرار عملية حرق الدهون تستلزم ممارسة العمل المعتاد خلال نهار رمضان وبعض أنواع الرياضة الخفيفة، كالمشي لتحفيز عملية الحرق والإسراع فيها. ويزيد الطين بلة إذا جاء الليل، (فهاتك يا مسلسلات وبرامج) والأكل أثناء ليل رمضان .. هنا أتساءل ماذا يستفيد الصائم من صيامه عن الأكل والشراب لفترة النهار، ثم ما أن يقوم أذان المغرب الله أكبر، حتى يتناول ما وصلت إليه يداه وبإسراف شديد كل ما لذ وطاب من أشكال وأصناف الطعام التي أمامه طوال الليل، وبالتالي تبدأ الدهون بالتراكم من جديد. أخي الصائم أختي الصائمة، أنصحكم بالاعتدال في تناول كميات الطعام بقدر الإمكان، حتى لا تقلب نعمة الصيام والتغلب على الدهون إلى نقمة البدانة وزيادة الوزن.