فيما تحاول قوات ال «يونيفيل» إعادة الهدوء إلى الحدود اللبنانية الفلسطينية في أعقاب الاشتباك الدموي أمس الأول بين الجيشين اللبناني والإسرائيلي، والذي أسقط قتلى وجرحى من الطرفين، عادت أجواء الاستنفار العسكري على طرفي الحدود عند بلدة العديسة، بعدما أقدمت القوات الإسرائيلية صباحا على استقدام جرافة كبيرة ورافعة مكررة محاولة قطع الشجرة موضع الخلاف داخل الأراضي اللبنانية. وسجلت حالة تعبئة في صفوف الجيش اللبناني في الجهة المقابلة؛ لمواجهة أي اختراق تقدم عليه قوات الاحتلال، في الغضون التي أكد فيها متحدث باسم الجيش اللبناني أن لبنان سيرد على «أي تعد، وسيلقى رد الفعل ذاته»، محذرا من أن أي تعد ستكون عواقبه وخيمة، في إشارة إلى تغير قواعد اللعبة على الحدود. وكان الهدوء الحذر قد ساد في بلدة العديسة بعد القصف الإسرائيلي التي تعرضت له البلدة إثر تجاوز دورية تابعة للعدو الإسرائيلي الخط الأزرق في خراج البلدة بغية تركيب كاميرا ما يعد اختراقا للحدود. وبعد توغل في الأراضي اللبنانية عمد الجنود الإسرائيليون إلى إطلاق النار ما استدعى تدخل الجيش اللبناني والتصدي لها، فدارت اشتباكات بين الجيش اللبناني وقوات العدو الإسرائيلي استخدمت فيها مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة وقامت دبابات العدو بقصف المواقع التابعة للجيش اللبناني ولحواجزه المنتشرة في البلدة، إضافة إلى منازل المواطنين في عدوان هو الأكبر والأخطر منذ حرب يوليو العام 2006. وأشارت مصادر مطلعة ل «عكاظ» أن قوات «يونيفيل» الدولية العاملة في جنوب لبنان، قامت بعدة اتصالات دولية ومع الجانب الإسرائيلي بغية ضبط النفس وعودة الهدوء، فيما دعا المتحدث باسم القوات الأممية نيراج سينغ في حديث له الجانبين اللبناني والإسرائيلي إلى أقصى درجات ضبط النفس. وأكد النائب في البرلمان اللبناني الدكتور ميشال موسى ل «عكاظ» أن ما جرى من اعتداء إسرائيلي على الجيش اللبناني عند الحدود اللبنانية الفلسطينية، هو نوع من الاستفزاز الإسرائيلي للبنان هدفه الرد على الموقف السياسي الداعم للبنان من خلال قمة بعبدا الثلاثية وزيارة أمير قطر للبنان والنتائج الجيدة التي تميزت بها هذه الزيارة. من جهتها، أدانت النائب بهية الحريري في تصريح لها الاعتداء الإسرائيلي الجديد على لبنان ورمز وحدته وسيادته المتمثلة في الجيش اللبناني.