أجرى رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، اتصالاً هاتفياً، (اليوم) الثلاثاء 3 أغسطس 2010، بالرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، وبحث معه الاعتداء الإسرائيلي على جنوب لبنان والجيش اللبناني. وقالت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام إن الحريري طلب من ساركوزي مساعدته للجم ممارسات إسرائيل العدوانية ضدّ لبنان، وجيشه، وإلزامها تطبيق القرار 1701 تطبيقا كاملاً. وكان الجيش اللبناني، قد حمّل "الغطرسة" الاسرائيلية، مسؤولية الاشتباكات الدموية التي وقعت عند الحدود بين لبنان واسرائيل. وقال متحدث باسم الجيش لوكالة فرانس برس "نحمل المسؤولية لغطرسة العدو الاسرائيلي". وكان المتحدث يرد على تحميل اسرائيل الجيش اللبناني مسؤولية الاشتباكات عند اطراف قرية العديسة الحدودية، التي قتل فيها ثلاثة جنود لبنانيين وصحافي واصيب خلالها جنود اسرائيليون. وحذرت اسرائيل لبنان ايضا من "العواقب" اذا وقع مزيد من الاضطرابات على طول حدودها الشمالية، علما ان هذه الاشتباكات هي الاكثر دموية منذ نزاع العام 2006 بين اسرائيل وحزب الله. وشرح الجيش اللبناني تفاصيل الاشتباكات في بيان تسلمت فرانس برس نسخة منه وجاء فيه ان "دورية تابعة للعدو الاسرائيلي اقدمت على تجاوز الخط التقني عند الحدود (...) في خراج بلدة العديسة". واضاف البيان "تصدت لها قوى الجيش اللبناني بالاسلحة الفردية والقذائف (...) وحصل اشتباك استخدمت فيه قوات العدو الاسلحة الرشاشة وقذائف الدبابات (...) ما ادى الى سقوط عدد من العسكريين بين شهيد وجريح". ودان الرئيس اللبناني ميشال سليمان في بيان "الخرق الاسرائيلي الجديد للقرار 1701 واجتياز الخط الازرق والاعتداء على الممتلكات وقصف حاجز للجيش اللبناني في منطقة العديسة". واطلع سليمان من قائد الجيش العماد جان قهوجي "على تفاصيل هذا الخرق ووجوب التصدي لاي محاولة اعتداء اسرائيلية مهما كانت التضحيات". وكما ادان رئيس الوزراء سعد الحريري "الانتهاكات الاسرائيلية للسيادة اللبنانية". ودانت سوريا "العدوان الاسرائيلي" على الاراضي اللبنانية معتبرة انه يعكس قلق الدولة العبرية من "بوادر الاستقرار" في لبنان بعد القمة اللبنانية السعودية السورية. ونقلت وكالة الانباء السورية (سانا) عن مصدر رسمي مسؤول ان سوريا "تدين بقوة العدوان الاسرائيلي السافر على الاراضي اللبنانية". واضاف ان "هذا العدوان يعكس قلق اسرائيل من بوادر الاستقرار الذي يشهده لبنان بعد القمة الثلاثية التاريخية" الاثنين بين الرئيس اللبناني ميشال سليمان والعاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس السوري بشار الاسد. واكد ان سوريا "تؤكد وقوفها الى جانب لبنان الشقيق في التصدي لهذا العدوان الغاشم وتطلب من الاممالمتحدة والمجتمع الدولي التدخل لادانة ووقف هذا العدوان". وقتل ثلاثة جنود لبنانيين وصحافي واصيب جنود اسرائيليون الثلاثاء في اشتباكات عند اطراف قرية حدودية، حسبما افادت مصادر امنية وكالة فرانس برس.وقال مسؤول امني ان "ثلاثة جنود لبنانيين قتلوا واصيب مدني في الاشتباكات" قرب قرية العديسة الحدودية. واضاف ان صحافيا لبنانيا قتل ايضا خلال الاشتباكات. واعلنت قناة المنار المتحدثة باسم حزب الله ان ضابطا اسرائيليا برتبة عالية قتل في اثناء الاشتباكات، وان الجيش الاسرائيلي يحاول سحبه من منطقة الاشتباكات. ورفض متحدث قوة الاممالمتحدة الموقتة في لبنان "اليونيفيل" تأكيد الاصابات، في حين أعلن الناطق باسم قوات (اليونيفيل) نيراج سنيغ انه بعد عملية تبادل إطلاق النار الذي وقعت في بلدة العديسة الجنوبية بين وحدات تابعة للجيش اللبناني وأخرى للقوات الإسرائيلية اليوم، تعمل (اليونيفيل) على إعادة الهدوء إلى المنطقة من خلال اتصالات مكثفة مع الطرفين. وقال الناطق في تصريح أدلى به اليوم، إن القائد العام بالنيابة لقوات (اليونيفيل) العميد سانتي بونفانتي، قرّر أن يتوجه شخصياً وعبر مروحية دولية إلى مكان الحادث في العديسة، للإطلاع على الأوضاع هناك. وأشار إلى أن قوات (اليونيفيل) أبلغت الجانبين الإسرائيلي واللبناني بالأمر، وطلبت منهما وقف إطلاق النار في المنطقة. إلى ذلك، أدان رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني علاء الدين بروجردي بشدة الهجوم الإسرائيلي على جنوب لبنان. وقال بروجردي في تصريح لوكالة فارس للأنباء: "إن إسرائيل بهجومها على الجنوب اللبناني تؤكد أنها عنصر لإثارة الأزمة وانعدام الأمن والاستقرار في المنطقة".