لازالت ممرات وأزقة حي قويزة شرقي محافظة جدة غارقة في مستنقعات المياه الآسنة الراكدة بين المنازل منذ مايقارب الثمانية أشهر، على الرغم من تقديم السكان شكاوى لجهات الاختصاص لحل الإشكالية التي دفعت الكثيرين منهم إلى ترك منازلهم والانتقال لأحياء أخرى تتمتع بشبكات للمياه والصرف الصحي. بقاء المياه الراكدة على حالها مدة طويلة أثر بشكل سلبي على مظاهر الحياة في الحي، خاصة بعدما فضل أصحاب المحال التجارية إغلاقها وبيعها وتأجيرها على آخرين، فضلا عن تأثيراتها الأخرى على البيئة المحيطة بالحي والتي أصبحت مكانا مفضلا لتكاثر الحشرات الضارة الناقلة للعديد من الأمراض الوبائية الخطيرة. يؤكد أحمد المطيري من سكان الحي أنه تقدم وعدد من السكان بشكاوى للجهات ذات العلاقة بيد أنها لم تقم بالواجب المنوط بها وتركت المياه على حالها راكدة في ممرات الحي منذ كارثة سيول جدة في نهاية العام الماضي. وزاد «عندما نطالب فرق الأمانة الميدانية بالوقوف على مواقع تسربات المياه يرفض الموظفون ذلك تماما بحجة أن الأمر ليس من صميم عملهم، ويحملون الشركة الوطنية للمياه التي لم تعمل حتى الآن على حل المشكلة». علي العمري يؤكد على أن المياه الراكدة تسببت منذ فترة طويلة في هبوط الطبقات الإسفلتية في الطرقات الرئيسة، وانتشار الحفر في كافة الأنحاء ما أثر بشكل سلبي وواضح على الحركة المرورية في الحي، خاصة في أوقات الذروة الصباحية والمسائية. واعتبر أن بقاء المياه في الحي على وضعها يؤكد غياب المسؤولية الملقاة على الجهات المعنية، خاصة أن فرق الأمانة الميدانية تقوم بجولات شبه يومية على العديد من المواقع في الحي وبالرغم من ذلك يتجاهلون خطورة ذلك على الصحة العامة. ووصف فايز خميس من سكان الحي الوضع الحالي في الحي بالصعب، خاصة مع تجاهل أمانة محافظة جدة للمشكلة منذ فترة طويلة ولم تعمل على حلها وقت ظهورها بل تركتها على حالها ماجعل الوضع يزداد سوءا مع مرور الأيام. وبين أن المياه الراكدة أدت إلى ظهور الحفر في الطرقات الرئيسة والفرعية ماكبد السكان خسائر مادية فادحة خاصة مع التلفيات العديدة التي تعرضت لها سياراتهم جراء المرور المتكرر في هذه الطرقات التالفة والتي أصبحت بحاجة ماسة لإعادة تأهيل وصيانة وسفلتة لتتناسب مع مرور المركبات عليها. وتوقع المواطن علي الحميد إصابة العديد من أطفال الحي «بالأمراض الوبائية المختلفة، خاصة أنهم يلهوون جوارها وداخلها دن إدراك بالمخاطر التي تكتنفها». واستغرب تجاهل الجهات ذات العلاقة لحل مشكلة الحي، لاسيما أنها ستؤدي إلى عواقب وخيمة في المستقبل القريب خاصة فيما يتعلق بتلوث البيئة بشكل كبير. ودعا إلى ردم المستنقعات ونزح المياه الآسنة ورش مواقع تجمعها بالمبيدات الحشرية لمنع انتشار الحشرات الضارة في الحي. من جانبه، أوضح مصدر مسؤول في أمانة محافظة جدة أن الفرق الميدانية وخلال جولاتها في حي قويزة رصدت تجمعات المياه المنتشرة في الحي، وبالوقوف عليها وجدت أنها مياه صرف الصحي وهي من اختصاص الشركة الوطنية للمياه التي من مسؤولياتها معالجة مثل هذه الإشكاليات في مختلف أحياء المحافظة. ووصف عضو مجلس البلدي في جدة المنتخب عن شرق جدة بسام بن جميل أخضر تجمع المياه الآسنة في حي قويزة ب «الكارثة البيئية». وذكر أن الجهات المسؤولة وعلى رأسها أمانة جدة معنية بالأمر وعليها الاهتمام بالجوانب البيئية في مختلف أحياء المحافظة، خصوصا منطقة شرق الخط السريع التي تعرضت لنكبة حقيقية أبان السيول التي ضربت جدة نهاية العام الماضي، وطالب أمانة محافظة جدة بسرعة التحرك لردم المستنقعات وشفط المياه الراكدة والقضاء على آثارها السلبية وإزالة المخلفات الموجودة في الشوارع.