لم تمنع المسافات الطويلة والطرق الوعرة هواة التصوير في تبوك من تحقيق أهدافهم لرصد المواقع الطبيعية والسياحية التي تمتاز بها المنطقة؛ كالتلال ذات الرمال الذهبية والجبال الشاهقة والسواحل البحرية البكر والمواقع الأثرية التي تعود لحضارات سابقة، وتقديمها في معارض التصوير الضوئي التي يشاركون فيها. والتقط الهواة أكثر من ألفي صورة احترافية لمواقع جمالية وأثرية في تبوك، وعرضوا عددا منها في المعارض والمهرجانات التي تحتضنها المنطقة، ويعتزمون كذلك عرضها في الدول المجاورة بعد عقد اتفاقيات مع جمعيات للتصوير الضوئي في تلك الدول. رئيس مجموعة مصوري تبوك يوسف أبوذراع يؤكد أن هؤلاء الهواة شكلوا مجموعة متجانسة لتجسيد الجانب المشرق والجميل للمنطقة وتنوعها الطبيعي، من أودية وتلال وجبال وسواحل بحرية تمتد لما يزيد على 550 كم، ورصد الجانب الزراعي التي تشتهر به تبوك عبر الصورة. يقول «وضعنا مخططا لرحلة نبدأها من تبوك مرورا بالعديد من المواقع ذات الطابع الجمالي الطبيعي أو الأثري إلى جانب شواطئنا البحرية البكر، وتمكنا من جمع عدد كبير من الصور لتلك المواقع وشاركنا بها في العديد من المعارض والمهرجانات، كما وقعنا اتفاقية مع جمعيات للتصوير الضوئي في بعض الدول المجاورة لإقامة معارض تبين جمال منطقة تبوك وإرثها التاريخي العريق، ومن بينها الجمعية الأردنية للتصوير الضوئي في الأردن». من جانبه، أوضح المصور الفوتوغرافي محمد العروي أن هواة التصوير يحملون على عاتقهم مسؤولية خدمة المنطقة إعلامياً وإبراز المواقع الجمالية والسياحية والأثرية فيها، «منطقة تبوك غنية بتنوع الطبيعة وهي مزيج من الجمال الطبيعي والإرث التاريخي ولكنها لم تخدم إعلامياً بالشكل المطلوب». وأضاف «استعنا بجهاز التنمية السياحية في المنطقة للحصول على أبرز مواقع الجذب السياحي والمواقع الأثرية والتاريخية المهمة وتوجهنا لتصويرها وعبرنا مناطق وطرقا وعرة، حتى أننا في أحد جولاتنا تعرضنا لحادث كاد يودي بحياة البعض منا». ويذكر المصور رامي العمراني أنهم في إحدى رحلاتهم قطعوا مسافة 300 كم، بدأوها من تبوك وزاروا خلالها منطقة بجدة وجبال الزيتة واللوز وعلقان وشواطئ محافظة حقل، كما قاموا برحلة لشواطئ شرما وقيال، وأنشأوا أخيرا موقعا خاصا لمصوري تبوك على شبكة الإنترنت يعرض الصور التي يلتقطونها بعدساتهم.