خلال الأسابيع الماضية كتب الزميل خالد السليمان أكثر من مقالة استعرض فيها حالتين متشابهتين: إحداهما لرجل مواطن يفكر في هجرة بلده والانطلاق إلى الخارج كي يتمكن من الاقتران بالمرأة التي أحبها، بعد أن وقفت الأنظمة المحلية في وجه زواجه منها، والحالة الثانية لامرأة تقول إنها بلغت الأربعين ولم يخطبها أحد من بني بلدها، وبعد أن اكتنفها اليأس من الزواج انبثقت لمحة من أمل عندما خطبها رجل أجنبي، لكنها عرفت أن التنظيم الجديد للزواج من أجانب يشترط مرور 15عاما على إقامة الأجنبي في المملكة كي يسمح له بالزواج من مواطنة. وهي في حالة من الحيرة والضيق لا تدري كيف تتعامل مع هذا الموقف، فهذه الفرصة في الزواج بالنسبة لها تبدو كطرقة أخيرة للحظ على بابها، فهل تضحي بهذا العريس وتتركه يغيب؟. ويعلق الكاتب على ذلك بقوله: إنه تابع آراء القراء حول الحالتين فوجد تناقضا في الرؤية ما بين الرأي المطروح في حالة الرجل والرأي المطروح في حالة المرأة، فغالبية الآراء نصحت الرجل بعدم إتمام ذلك الزواج وحذرته من مغبة ارتكاب خطأ بزواجه من أجنبية قد يدمر حياته ويصيبه بالندم مسقبلا. أما الآراء التي قيلت للمرأة فكانت عكس ذلك تماما فهي تحثها على إتمام الزواج وتنظر إليه على أنه خطوة شجاعة منها وطريق لتحقيق السعادة. ومن وجهة نظر الكاتب أن هذه الآراء اتسمت بالتناقض عند التعامل مع زواج المرأة وزواج الرجل من طرف أجنبي، فالرجل وجد نهيا وتحذيرا من الزواج من أجنبية، بينما المرأة وجدت حثا وتشجيعا على ذلك، مع أن الرجل حسب النظام المعمول به في بلادنا، متى تزوج من أجنبية لا يفقد شيئا ويبقى أطفاله يحملون جنسيته كما يمكن لزوجته الحصول على الجنسية متى رغبت، فلا يتعرض وإياهم لمشاكل إقامات وكفالة ولا يحرم أولاده من مزايا المواطنة. أما المرأة فإنها متى تزوجت من أجنبي واجهتها مشاق ومشكلات كثيرة بسبب حرمانها من التسهيلات المعطاة للرجل، فنظام التجنيس لا يتيح للمرأة المتزوجة من أجنبي ما يتيحه للرجل من المزايا التي أبرزها اكتساب الأولاد جنسية والدهم تلقائيا، فتظل المرأة بقية حياتها تعاني من ذلك الحرمان. وفي ظني أن الكاتب حين قارن بين آراء القراء في مشكلة المرأة والرجل، غاب عنه تذكر النسبية، ونظر إلى القضية بصورة عامة خارجة عن إطار الظروف المحيطة بأصحابها أنفسهم. فالرجل قضيته تتعلق بمشاعره نحو تلك المرأة التي أحبها فقط لاغير، وفرصته في زواج بديل قائمة في أي وقت رغب لا يعيقها عائق. ومن هنا فإنه إن فاتته فرصة الزواج بمن أحب، فإن أمامه زمنا طويلا يكفي لمسح آثار الحرمان والانكسار والنهوض من جديد للبحث عن حب آخر وزواج مزهر. أما المرأة فقد بلغت الأربعين وهذا يعني أنها تقترب حثيثا نحو سن الحرمان من الإنجاب، وإن هي لم تبادر بالركض نحو محطة الزواج فإن القطار قد ينطلق بدونها بما حمل من العرسان، وآنذاك عليها أن تودع أحلامها في الإنجاب والاستمتاع بالأمومة. في مثل هذه الحالات لا تظهر المرأة محاربة من المجتمع فحسب، وإنما أيضا محاربة من تكوينها البيولوجي نفسه، لذا فإن الذين يحثون تلك المرأة على الزواج من هذا الأجنبي، هم يفعلون ذلك لوضعها هي بالذات، الذي لا يحتمل الانتظار والتأخير، وربما لو كانت في سن أصغر لكان لهم رأي في زواجها من الأجنبي مماثل لرأيهم في زواج الرجل. فاكس 4555382-01 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة