طرح صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس مؤسسة الفكر العربي، مقترحين للدراسة والتمحيص، أمام اللقاء التحضيري الأول للقمة الثقافية العربية، الذي افتتحه البارحة في بيروت، بحضور وزير الثقافة اللبناني سليم وردة، موضحا أن هذين المقترحين هما: التركيز في المشروع الثقافي العربي- للعقدين المقبلين- على قضية محورية واحدة، هي إنقاذ اللغة العربية لأنها ملحة في المشهد العربي، والثاني: إنشاء صندوق تمويل ثقافي عربي، يتم توفير موارده من مساهمات حكومات الدول العربية، داعيا الموسرين العرب للمساهمة بدورهم في تمويل الصندوق، للإنفاق على المشروعات الثقافية العربية ذات البعد القومي والطابع الاستراتيجي التي تخدم قضيتنا المحورية، والتي توافق عليها القمة الثقافية العربية. وأكد الفيصل أن اللقاء التحضيري الأول للقمة الثقافية العربية يسعى إلى وضع قضايا الفكر والثقافة في مكانها الصحيح، من الاهتمام والرعاية على أعلى مستوى، وتفعيل التضامن الثقافي العربي، وترسيخ مبدأ المسؤولية الاجتماعية لرأس المال، مشيرا إلى أن هاتين القضيتين على رأس أولويات مؤسسة الفكر العربي، مبينا أن التضامن الثقافي العربي ضرورة قومية لتوظيف القواسم الثقافية المشتركة للأمة، لتصبح أساسا لمشروع نهضوي عربي مستحق. وأكد الفيصل أن المسؤولية الاجتماعية لرأس المال، شرط لنجاح أي جهد ثقافي، في عصر تسود فيه ثقافة تكامل أدوار المؤسسات الرسمية، والقطاع الخاص والمجتمع الأهلي، موضحا أن مجلس أمناء مؤسسة الفكر العربي يشعر أن هذه المسؤولية الاجتماعية هي أقل ضريبة ثقافية وقومية نساهم فيها، للنهوض بقضايا أمتنا. وأشار إلى أن هذه القمة الثقافية تمثل فرصة لتوظيف الرؤى حول القيم التقدم والاستنارة والنهوض، من خلال ترجمتها لمجموعة من المشروعات والمبادرات، في مواجهة هذه التحديات تبرز بالدرجة الأولى ضرورة إنقاذ اللغة العربية من التراجع في ديارها، تحت وطأة انتشار اللغات الأجنبية، وفي مواجهة حركة التقدم التقني، التي تتطلب أشكالا من التطوير والتحديث. «وقد بلغ التراجع حد الأزمة التي تهدد اللغة العريقة الثرية، على أننا حين نطالب بإنقاذ لغتنا، لا ننطلق من اعتبارات الانغلاق، بل نسعى لإثراء التنوع الثقافي العالمي، الذي طالبت منظمة اليونسكو بحمايته». وأوضح الفيصل أن أهم التحديات المعرفية التي تواجه الثقافة العربية، ضعف المحتوى الرقمي العربي على شبكة الإنترنت، وغياب الرؤية الاستراتيجية بعيدة المدى، عن المبادرات التي أطلقت في هذا الخصوص، «ولهذا فقد أعدت مؤسسة الفكر العربي أول دراسة استراتيجية عن هذا المحتوى الرقمي». يذكر، أن أعمال الملتقى تستند إلى نتائج استطلاع رأي المثقفين والمفكرين والمبدعين العرب الذي أعدته مؤسسة الفكر العربي، بالإضافة إلى أبرز ما تضمنته توصيات مؤتمرات القمة العربية السابقة في المجال الثقافي وخطط واستراتيجيات الإصلاح الثقافي، التي أصدرتها مؤسسات عربية في إطار دعم تكامل الأدوار والجهود وعدم احتكارهما. وكان صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل وصل إلى العاصمة اللبنانية بيروت أمس، وكان في استقباله في مطار رفيق الحريري الدولي وزير الثقافة اللبناني سليم وردة، والقائم بأعمال سفارة خادم الحرمين الشريفين لدى لبنان عبد الله الزهراني، والأمين العام لمؤسسة الفكر العربي سليمان عبد المنعم، والملحق الثقافي في سفارة خادم الحرمين الشريفين لدى لبنان أيمن مغربي، وعدد من منسوبي السفارة ومديري المكاتب والملحقيات التابعة لها. ووصل في معية أمير منطقة مكةالمكرمة الأمين العام لجائزة الملك فيصل العالمية الدكتور عبد الله بن صالح بن عثيمين والوفد المرافق.