بدعوة كريمة من الأستاذ معن بن حمد الجاسر أمين عام مؤسسة حمد الجاسر الخيرية رافقت اللجنة العلمية للمؤسسة برحلة علمية للبنان في الفترة من 20 إلى 24 يونية 2010م اللجنة تتكون من الأساتذة والدكاترة: عبد الله الصالح العثيمين وعبد العزيز بن ناصر المانع ومحمد بن عبد الرحمن الهدلق وعبد العزيز بن صالح الهلابي وسعد بن عبد الرحمن البواردي وعبد الرحمن بن صالح الشبيلي برئاسة معن الجاسر – واعتذر عن المشاركة معالي الدكتور أحمد بن محمد الضبيب رئيس اللجنة لانشغاله بأمور خاصة. بدأ البرنامج بزيارة لسفارة المملكة في بيروت حيث استقبلنا سعادة السفير علي بن عواض عسيري ومدير شؤون الرعايا عبد العزيز العقيل ومسؤول الشؤون الثقافية مصطفى زواوي. وقد تناول الحديث بين أعضاء اللجنة العلمية وسعادة السفير الفترة التي قضاها علامة الجزيرة حمد الجاسر رحمه الله في بيروت من 1962-1975م وخلال تلك الفترة أسس ونشر مجلة العرب الشهرية عام 1965م وما زالت تصدر بانتظام، حيث نوقش موضوع إمكانية وضع لوحة تذكارية أمام مدخل عمارة (اللعزارية) يذكر فيها تاريخ ومؤسس المجلة. مع إقامة ندوة علمية تتناول اهتمامات ومباحث الشيخ الجاسر سواء ما يتعلق بالرحلات أو التحقيقات الجغرافية والتاريخية والبحوث العلمية المختلفة ويدعى لها ممن عاصره وشاركه من مختلف الدول العربية، وقد أبدى سعادة السفير استعداده لتبني الموضوع ومتابعته واقترح أن تكون الندوة ضمن (ملتقى عكاظ الثقافي) والذي ترعاه معالي السيدة بهية الحريري وزيرة الشؤون الاجتماعية في بيروت، اتجهنا بقيادة ابن بيروت الأستاذ معن بن حمد الجاسر – حيث قضى طفولته وصباه فيها ودرس في المقاصد الإسلامية 62-1968م ثم الثانوية العامة، حيث التحق بعدها بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن في الظهران – أخذنا قائدنا بكل اقتدار ومعرفة بمسالك ودروب بيروت للخروج إلى (عاليه) و(سهل البقاع) و(حمانا) و (بحمدون) و(شتورا) حيث تناولنا الغداء- اتجهنا بعدها إلى (زحلة) ثم رأس المتن لزيارة معالي الشيخ عبد الرحمن أبالخيل وزير العمل والشؤون الاجتماعية سابقاً حيث يقيم. ولمعرفة معن الجاسر بمسالك بيروت وطرقها وحاراتها المختلفة فقد أطلق عليه الدكتور محمد الهدلق (الخرِّيت) مما أطلق العنان للدكتور عبد العزيز المانع ليوقع بينهما بدعوى أن هذه العبارة أو الكلمة لا تليق به فكيف يصفه بمثل هذا فتدخل الدكتور عبد الله العثيمين ليوقف النقاش ويبين المعنى أن القصد منه المدح فأعادنا إلى (المنجد) وإذا هو يقول: «الخريت، الدليل الحاذق، الذي يهتدي إلى أخرات المفاوز – أي مضايقها وطرقها الخفية». وفي الليل كانت التمشية في مشروع (سوليدير) وفي اليوم التالي اتجهنا لجولة حرة في المكتبات في شارع الحمراء، ثم خرجنا إلى مناطق أخرى خارج بيروت: جبيل وعمشيت، حيث استقبلنا نصب تذكاري يحمل مجسماً للأديب مارون عبود ابن جبيل في مدخل المركز الثقافي قضينا بعض الوقت في المركز. وكانت جولتنا قبل ذلك في المبنى الذي شغل جزءا منه الشيخ حمد الجاسر (الليعازارية) قبل ما يقرب من نصف قرن .. ولدت فيه مجلة العرب وكتب الكثير من البحوث والدراسات العلمية، ومن حسن الحظ أن (الشقة)، ما زالت تابعة لمركز حمد الجاسر وتدفع أجرتها ممن يشجع على تحويلها إلى فرع للمؤسسة تعرض فيه مطبوعات المركز ويضاف لها ما قد يستفيد منه الباحثون والدارسون. وفي اليوم الأخير كان اتجاهنا إلى شمال بيروت حيث الجبل، ببعبدا وبرمانا إذ يقيم الشاعر محمد العلي والذي استقبلنا بحفاوته المعتادة. عدنا إلى عاصمتنا الحبيبة الرياض بعد ثلاثة أيام ولا أجمل ولا أبهى حيث نقضي جولتنا وتنقلاتنا بسيارة واحدة والكل يتمنى لو تطول المدة إذ كانت الروح العالية التي يتحلى بها كل واحد من هؤلاء العلماء الأفاضل وللمرح والمزاح. الذي لا يفارقهم، والتعليقات والقفشات والمماحكات البريئة التي يشعلها دائماً المانع بطرائفه التي لا تنتهي ويتجاوب معه العثيمين والذي يجلس في منتصف السيارة في المقعد الأوسط فيجلس عكس ما يجلس غيره موجهاً وجهه لمن يجلس خلفه ويبدأ النقاش وتبادل النكات والطرائف بشكل يشبه المساجلة بين ما يتحلى به ابن شقراء وابن عنيزة وكل منهما له الباع الطويل والقدح المعلى كما يقال، فقد اشتهر أبناء هذين البلدين بسرعة البديهة وغزارة المخزون من الطرائف التي تروى بخفة دم، وكان الشبيلي والهلابي والبواردي يساعدان من قد لا تسعفه الحجة سريعاً. قد تمتد المناقشات إلى طاولات الطعام وصالات الفندق يتخللها الكثير من المواضيع الجادة والقصص الاجتماعية التي ترد استطراداً، وقد علق البروفيسور المانع والذي حصل في العام الماضي على جائزة الملك فيصل العالمية، قائلاً إن مثل هذه الرحلة تعمق العلاقة وتوثقها وتبين الإنسان على حقيقته دون أقنعة أو رتوش، وإذا زاد المزاح بينه وبين غيره وحاولت أن أخفف منه قال: دعنا فقد تركنا الأقنعة هناك ومرجعنا لها. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 143 مسافة ثم الرسالة