يلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما في محاولة لإضفاء طابع أقل توترا على العلاقات بين واشنطن وتل أبيب بعدما اعتراها من فتور شديد خلال القمة السابقة في مارس( آذار). في المقابل، لا يتوقع المحللون أي اختراق وفي الجوهر لا سيما أن الرجلين لا يتمتعان اليوم سوى بهامش مناورة محدود، كل منهما لأسباب تتصل بالسياسة الداخلية. وعلى جدول الأعمال هناك مفاوضات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين واستحقاق التجميد المؤقت للبناء في المستوطنات اليهودية بالضفة الغربيةالمحتلة الذي ينتهي في سبتمبر (أيلول) المقبل. وبين الملفات الأخرى رفع الحصار الإسرائيلي جزئيا على قطاع غزة والأزمة النووية الإيرانية. ونزولا عند الضغوط الدولية خففت إسرائيل حصارها على قطاع غزة إثر الهجوم الذي شنته على أسطول مساعدات إنسانية كان متوجها إلى القطاع ما أسفر عن مقتل تسعة مدنيين أتراك في 31 مايو (أيار). وتسببت العملية في أزمة خطيرة مع أنقرة، حليفة واشنطن الاستراتيجية الأخرى في المنطقة. وبشأن عملية السلام، أكد نتانياهو أنه سيشدد على ضرورة الانتقال من المفاوضات غير المباشرة التي ترعاها الولاياتالمتحدة إلى «مفاوضات مباشرة». ويتوقع هذه المرة أن يكون المناخ أكثر استرخاء. واكد المتخصص في شؤون الشرق الأوسط باري روبن أن «الأهم بالنسبة إلى الولاياتالمتحدة هو المظاهر. في الأساس، إنها إدارة تريد إضفاء صورة جيدة وإظهار أنها قادرة على القيام بشيء». فالرئيس أوباما يأمل بتمديد تجميد الاستيطان في الضفة الغربية إلى ما بعد نهاية سبتمبر (أيلول). لكن صقور الائتلاف الحاكم في إسرائيل يعارضون ذلك بشدة، ويعارضون بشكل عام أي تنازل للفلسطينيين. ويبقى نتانياهو غامضا في شأن هذه المسألة. وقالت الإذاعة العبرية أمس أن أولوية رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مباحثاته غدا (اليوم) مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما هي المسألة النووية الإسرائيلية والضمانات الأمريكية التي ستحافظ على التفاهمات الاستراتيجية مع إسرائيل في هذه المسألة بعد أن أثير الملف النووي الإسرائيلي في الاجتماع الأخير لوكالة الطاقة الذرية الدولية في النمسا. وقالت مصادر إسرائيلية لصحيفة «هآرتس» العبرية أمس إن هذا الملف يوشك على التسوية، كما ستحتل المسيرة السلمية مع الفلسطينيين ورفع الطوق المدني عن قطاع غزة مكانا بارزا خلال محادثات نتنياهو وأوباما في واشنطن. وفي محاولة قيل إنها تهدف إلى تليين موقف الإدارة الأمريكية تمهيدا لوصول نتنياهو إلى واشنطن، يستعد مكتب رئيس الوزراء للإعلان عما سمي سلسلة تسهيلات على الطوق المفروض على قطاع غزة.وفي سياق متصل بحث وزير الدفاع الإسرائيلي أيهود باراك أمس مع رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض عملية السلام قبيل مغادرة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو إلى الولاياتالمتحدة. وأكدت الحكومة الفلسطينية أن اللقاء المرتقب بين سلام فياض ووزير الدفاع الإسرائيلي أيهود باراك هدفه بحث إنهاء الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة.