تبادل الرئيس الأمريكي باراك أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المواقف المتباعدة حول عملية السلام في الشرق الأوسط، في الوقت الذي اعتبر فيه نتنياهو أن «الوقت حان فعلا» للانتقال إلى المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين، فيما دعا الرئيس أوباما إلى أن يجري هذا الانتقال قبل انتهاء مهلة تجميد بناء المستوطنات في الضفة الغربية. وقال أوباما، في تصريح صحافي أمس في ختام لقائه نتنياهو في البيت الأبيض، إنه يعتقد أن نتنياهو مستعد «للمجازفة» من أجل السلام. وشجع أوباما الرئيس نتنياهو على استئناف المحادثات مع الفلسطينيين، وقال إن الولاياتالمتحدة لن تطلب أبدا من إسرائيل اتخاذ أية خطوات يمكن أن تقوض أمنها. وأضاف أنه لا يمكن «فك عرى» العلاقة التي تربط أمريكا بإسرائيل، منوها بتخفيف إسرائيل الحصار المفروض على قطاع غزة وسماحها بنقل السلع بسهولة أكبر إلى المنطقة الفلسطينية، لكنه ذكر ب«التوترات» المستمرة بسبب الحصار. ولم يعلن الطرفان رسميا عن استئناف المحادثات الفلسطينية الإسرائيلية، بعد لقائهما في المكتب البيضاوي. لكن أوباما قال إن «محادثات تقارب» و«إجراءات بناء ثقة» من كل الأطراف ستسبق على الأرجح المحادثات المباشرة. ووسط محادثات السلام في الشرق الأوسط، استحوذ الملف الإيراني على جزء من محادثات الرئيس أوباما ونتنياهو والجهود الدولية لحظر الانتشار النووي بشكل عام. وأكد أوباما أن الولاياتالمتحدة ستواصل الضغط على إيران، فيما دعا رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إلى عقوبات «أكثر قسوة بكثير» على طهران. وقال أوباما «ننوي إبقاء الضغط على إيران لتفي بالتزاماتها الدولية وتوقف سلوكها الاستفزازي. في هذه الأثناء، يضاعف المستوطنون الإسرائيليون وداعموهم السياسيون الضغوط على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ويحثونه على عدم الاستجابة لمطالب الرئيس أوباما حول المستوطنات في الضفة الغربيةالمحتلة. وكانت وزيرة الثقافة والرياضة الإسرائيلية ليمور ليفنات قالت للإذاعة العسكرية «ليس لدي أدنى شك في أن البناء سيستأنف في (الضفة الغربية) مباشرة بعد انتهاء مهلة تجميد» البناء في المستوطنات في 26 سبتمبر (أيلول). وتابعت «أمرت الحكومة بتجميد مؤقت، وهذا القرار لا يمكن العودة عنه. ليس واردا أن تحاول إسرائيل مقابل تنازلات أن تقنع الفلسطينيين ببدء مفاوضات سلام مباشرة». وبحسب ما نقلته صحف تل أبيب، فإن رئيس الحكومة الإسرائيلية سيعمل على استعادة ثقة الإدارة الأمريكية وسط شكوك متبادلة بين الجانبين. فأوباما ليس على قناعة بجدية نتنياهو في الالتزام بعملية السلام، فيما يرى الأخير أن التزام الإدارة الأمريكية الحالية تجاه إسرائيل ليس كسابقاتها، حسب ما ورد في صحيفة «هآرتس». فيما أوردت صحيفة «يديعوت أحرونوت» في عددها الصادر أمس أن أوباما سيبذل كل جهد مستطاع كي ينتزع من نتنياهو تعهدا لتمديد تجميد البناء إلى ما بعد موعده النهائي الحالي، 26 سبتمبر (أيلول)، وقدرت الصحيفة أن الرفض من شأنه أن يكلف نتنياهو أزمة مع الولاياتالمتحدة.