إذن ستعالج وزارة التربية والتعليم خطأها في حق من لم يجتازوا اختبار قياس، وستخضعهم لدورات تدريبية ترقع بها (الشق) الذي اتسع طوال السنوات الماضية. أولئك الذين تداركتهم الوزارة بالدواء المستعجل هم أصلا ضحايا لتعليم ومنهج ومقعد دراسة أفشلهم عند خضوعهم للاختبار الأول، وتبرير ذلك الفشل يكمن في كل السنوات التي قضوها تحت سقف الوزارة طلابا، هناك حيث تعلموا. من الظلم أن يتحمل أولئك كل الذنب ويعاقبوا لأجل تعثرهم في (اختبار مستوى) جهزهم تعليمهم ليكونوا في أقل مستوياته، تماما كما هو الظلم أيضا أن يعفى عن أولئك ليتورط بهم المجتمع غدا: والحل (المؤقت) لتجاوز الظلمين هو ما بادرت إليه الوزارة، بإعلانها عن خطة مستعجلة لإعادة تجهيز من تعثر ليكون معلما، فيما المطلوب منها اليوم هو أن تضع الحل الدائم وتعالج جذر الفشل منذ السنوات الأولى، وتتأمل ذلك التعليم الذي عانى المجتمع من سوءاته قبل أن تعاني هي من مخرجاته. إنها المعادلة: ما تزرعه هو ما ستحصده. ذات المعادلة السابقة، يمكن تطبيقها على تجربة (ساهر) والتي تكشفت عن فوضى وتجاوز للأنظمة وجهل في مجتمع قيادة السيارة. وقبل أن ننخرط في جدل لا ينتهي عن انعدام المسؤولية وثقافة التخلف والسرعة وغياب التوعية والزعم بترصد رجال المرور، لماذا لا نمسك بطرف الخيط ونتأمل الحقيقة ونجيب عن السؤال: كيف تعلمنا أن نمسك بمقود سيارة، وكيف اجتزنا اختبار الرخصة؟ ستكشف الإجابة عن الشق الأول من السؤال أننا تعلمنا القيادة ب(الارتجال)، وأخضعنا لها نحن قوانيننا وليس العكس. ستكشف أننا نقدم العادة على القانون، ونرتكب الحماقة والفوضى ونجهز لها ألف تبرير، وأن جيلا بأكمله نشأ وهو لا يرى الخطأ إلا صحيحا وعرفا اجتماعيا.. واحترافية. بينما سيكشف الشق الثاني من السؤال عن سبب كل تلك الفوضى والتهور حين نعترف أننا نجتاز اختبارا هو بالضبط نقيض للصرامة والحزم: سيجتازه القائد المبتدئ قبل أن يكتسب ربع المهارة. بعد كل ذلك يمكن القول إن العقوبة لا يمكن أبدا أن تعالج الجهل المركب: علموا المجتمع كيف يمسك بمقود السيارة وبالقانون، علموه خطأ ما يراه صحيحا، وحماقة ما يرى له تبريرا، وشناعة ما يتهاونه ثم.. عاقبوه. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 245 مسافة ثم الرسالة