لاتزال رائحة التراث الأصيل تتنفس عبقاً في متحف محمد بن مصبح في محافظة بلجرشي بمنطقة الباحة الذي يُعد خازن للموروث التاريخي والثقافي في المنطقة ؛ لذا فالسُياحُ - في العادة - لا يفوتوا على أنفسهم فرصة زيارة المتحف والاستمتاع بمكتنزاته ومفرداته الأثرية القديمة. ويكتسب المتحف أهمية إضافية لوقوعه وسط غابة مخضرّة ، وبين المزراع والحقول التي تحيط به من كل جانب ، في امتزاج عذب بين الخضرة والماء والماضي العريق . في زيارة لمراسل " واس " للمتحف الذي قُسم لسبع صالات مختلفة ، وكل صالة لها موضوعها المتخصص وتضم القاعة الأولى الأبواب والشبابيك القديمة المطلية بمادة القطران النفاثة وبجانبها ما يعرف بالمقطر الذي يستخدم في صهر أغصان العتم لاستخراج القطران والمهل , ثم يأتي الكير وحجر الدياس الذي يستخدم لهرس سنابل القمح ، فالرعال الذي يستخدم قديما لرفع المياه من الآبار ويصنع من ثلاثة عشر قطعة من الخشب يتم توزيعها عمودياً وأفقياً . وتركز الصالتين الثانية والثالثة على الأدوات الزراعية والأدوات المنزلية التي يعود تاريخ تصنيع بعضها لأكثر من 250 سنة ، إضافة إلى الركن المخصص للعملات القديمة ، والحلي النسائية ، وكذا المعادن الأثرية التي يصل عمرها لأكثر من ألف سنة تم جلبها من منجم قرية عشم الأثرية . وتسلط الصالة الرابعة الضوء على الأسلحة القديمة كالبنادق والسيوف والجنابي ، وعرض لأبرز الحبوب التي تنتج بالمنطقة كالذرة والحنطة والشعير والثفا وغيرها ، إضافة رِكاء الوضوء ، ودلال القهوة والمهراس الخاص بسحق البن والحبوب والأعشاب . ويبرز بيت الباحة القديم في القسم أو الصالة الخامسة وصفا للمنزل القديم ، وما يضمه من غرفة للعروس بكافة مستلزماتها من الملابس والحلي وسرير النوم والأدوات الخاصة بالعروس ، إضافة إلى المدخن الخاص بتبخير الثياب ، والمنبر الذي عادة ما كانت تجلس عليه العروس ليلة زفافها . // يتبع //