زرت في مطلع هذا الأسبوع عدة مستشفيات عامة لإكمال بعض القراءات الخاصة ببحث أقوم به عن جودة الخدمات الصحية في محافظة جدة. وأثناء زيارتي لهذه المستشفيات المهمة والحيوية كنت أتوقع مشاهدة بعض الزحام والتكدس هنا وهناك وبالذات في الأماكن الخاصة بحجز المواعيد، إلا أن مالم أكن أتوقعه مشاهدة الناس يقفون في طوابير تمتد لخارج المستشفيات من طولها، والمرضى ينتظرون لساعات طويلة لمجرد حجز موعد في عيادة قد لا يأتي وقته إلا والمريض في عالم آخر.. والزحام في المستشفيات يشل جميع الخدمات بدءا من التكييف وانتهاء بالنظافة وهذا كاف جدا لانتشار الأمراض المكتسبة من المستشفيات والمتوقع حدوثها علميا بنسب عالية في الظروف البيئية المتوفرة في تلك المستشفيات. ويجب أن يكون هدفنا الرئيس راحة المريض والتيسير عليه من لحظة أخذه المواعيد إلى استلامه الدواء ومراجعته للأطباء فيما بعد. متى نتفرغ فقط لتوجيه كل السبل والإمكانيات لابتكار كل ما هو جديد لراحة المرضى وتقديم كامل كفاءة المستشفيات الإنتاجية لهم، من يصدق أن بعض مستشفياتنا العامة يصل عدد من يخدم فيها إلى 3000 آلاف ما بين فنيين ومهندسين وممرضين وأطباء، وكل هؤلاء قد لا يخدمون 3000 آلاف مريض سنويا، وأقصد هنا الخدمة الكافية الوافية التي يحس فيها المريض بأنه أخذ حقه من العلاج وليس خدمة تقارير ودفاتر بعض الأطباء التي قد تجد فيها 40 مريضا في اليوم وهو غائب. وللأمانة هذا لا ينطبق على الجميع، فهناك من الأطباء من يعمل ويصارع الأمرين ليعمل، وهناك من يجعجع ويعالج مرضاه من منازلهم وقد لا يزور عيادته إلا مرة أو مرتين في الأسبوع ولساعة أو ساعتين. والرقابة والتطوير ورفع الكفاءة الإنتاجية هي السلاح الضارب اليوم، وإني على يقين بأن هناك جيلا من الأطباء متطور في كل شيء وإحساسه بالمسؤولية عال جدا، وإيمانه بالله ثم بإنسانية مهنة الطب يجعله يقف أمام أطباء الشيشة والشللية الذين ليس لهم من الطب إلا الشهادة. [email protected]