الطالب المبتعث لدراسة تخصص عملي في مجال الطب وطب الأسنان، تكلف دراسته بسنواتها الطويلة التي قد تمتد إلى ما يقارب العشر سنوات لبعض الحالات الكثير والمبالغ الطائلة، والتي قد تعد ثروة حقيقية يمكن استخدامها في مشاريع تدر أموالا وتوظف عشرات بل ومئات من الشباب العاطلين أو الذين لم يجدوا فرصة لإكمال دراستهم، من المؤلم أن يعودوا هؤلاء المؤهلين عمليا وقد دربوا في أحدث وأكبر المراكز والجامعات وأخذوا حقهم بما فيه الكفاية ليمارسوا مهنة الطب ويفيدوا بما تعلموا إخوانهم وأهليهم وأبناء وطنهم، من المؤلم أن تكون الكراسي الإدارية نصب أعينهم وهدفهم الأول والأخير. الطموح الإداري ليس عيبا، ولكن العيب أن نضحك على أنفسنا ونتقاضى رواتب وأموالا وبدل ممارسة وعيادات دون أن يلمس منا مريض ولشهور بل وسنوات. وللأسف نجد أن قائمة الانتظار في بعض مستشفياتنا تمتد لسنوات، كما أن جداول عيادات أطبائها ممتلئة وما هي إلا مواعيد وحبر على ورق، وفي حقيقة الأمر تترك العيادات في بعض المستشفيات لأطباء الامتياز بحجة إعطائهم فرصة أكبر للتدريب. بعض الكليات الطبية جداول الأطباء العيادية بها مرتبة قانونيا ومن أحسن ما يكون ويمر الفصل الدراسي تلو الآخر والجداول تتكرر دون أن يرى الطلبة أو يستفيدوا أدنى استفادة من هذه النوعية من الأطباء الإداريين الذين يحاولون أن يقنعوا ضمائرهم بأن ما يتعاطوه من بدل عيادات 70 أو 80 في المائة يعوضوه في عملهم الإداري كعضوية لجنة أو رئاسة شعبه أو قسم أو حتى وكالة أو عمادة كلية رغم أن هذه المشاركات والمناصب أيضا مدفوعة الأجر. وأخيرا .. إذا أردنا الإدارة فهناك أقسام واضحة وصريحة من الممكن أن ينخرط فيها الطبيب تؤهله لأن يكون فعالا وفي أقسام إدارية وأكاديمية تعنى بالإدارة والقيادة الصحية، دون أن يأخذ مالا يستحق من المال العام ويضيع فرصة على من يرغب أن يعمل بحق. ومن المؤكد أن هذا الرأي لن يعجب الكل، وهو أيضا لا ينطبق على الكل، ولكن هذه الظاهرة بدأت تعم، وللأسف أصبح من يعمل يوفر عمله وجهده مساء لعياداته الخاصة ولسنوات قليلة يمتلئ فيها جيبه ثم يمارس الإدارة أيضا ليلا. ولهذه الظاهرة أسباب كثيرة يصعب مناقشتها في هذا الحيز الضيق، ومن المؤكد أن للمجتمع وثقافته دورا، وأن لغياب القدوة دورا. [email protected] للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي تبد أ بالرمز192مسافة ثم الرسالة