كشف رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية في جدة صالح بن عبد الله كامل عن دعم الغرفة لبرنامج تلفزيوني يعمل التلفزيون السعودي على إنتاجه في سياق خطته الموضوعة لتطوير قنواته وتحويلها إلى القنوات الأكثر مشاهدة في المملكة. البرنامج الذي سيحمل اسم «التجار» هو النسخة السعودية من البرنامج العالمي (دراجونز دن) (Dragons' Den) الياباني الأصل، وتتركز فكرة البرنامج على توفير فرصة تمويل مشاريع المشتركين التجارية التي سيقدمونها بطريقة تلفزيون الواقع طمعاً في الحصول على أكبر تمويل ممكن. وأوضح صالح كامل أن دور الغرفة يتركز في إقناع رجال الأعمال على تمويل حلقات البرنامج والمساعدة في تنفيذها وإخراجها إلى حيز النور، مبينا أن مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية في جدة أبدى استعداده التام لدعم البرنامج ودعوة المستثمرين للمشاركة في الموسم الأول الذي سيتيح الفرصة لتقديم 30 مشروعاً ل 30 مشتركاً عبر 13 حلقة. وقال رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية في جدة إن: «الغرفة ستدعم البرنامج وستشجع كل رجال الأعمال بعلاقاتها على السباق للمشاركة في هذا العمل الذي يخدم الوطن ويفتح أبواب الفرص أمام شبابها وليس بغريب أن يتوجه التلفزيون السعودي إلى إنتاج برنامج كهذا والباب مفتوح لكل المستثمرين الراغبين في المشاركة». ولم يعمل التلفزيون السعودي على نيل حق بث هذا البرنامج تحديداً، لأن فكرته جيدة وفيه الكثير من الإثارة والمتعة فقط، أو لأنه حقق نسب مشاهدة عالية في دول كثيرة، بل إنه إلى جانب ذلك يشكل فرصة نادرة أمام الشباب السعودي ويقدم لهم يد العون من أجل تحويل أحلامهم إلى حقيقة ملموسة وواقع مشهود وملموس. وبدأت الاستعدادات لإطلاق هذا البرنامج عبر إعلان في الصحف السعودية يدعو كل من لديه فكرة مشروع ويعتقد بأنه قادر على إقناع رجال الأعمال والمستثمرين بتنفيذه أن يتقدم للمشاركة في المنافسات، وقد نجح الإعلان بشكل باهر، إذ تلقت إدارة التلفزيون مئات الطلبات من مختلف مدن المملكة. وستفحص لجنة اقتصادية متخصصة هذه الطلبات للتعرف على مدى جدوى المشاريع الاقتصادية التي تحتويها، ليتم اختيار المؤهلين للمشاركة في هذا البرنامج. ويهدف هذا البرنامج الذي تنفذه شركة كريتيف ايدج إلى تجسيد الأفكار والمشاريع التي يطرحها شباب سعودي ويوافق المستثمرون الخمسة على تمويلها بمبالغ قد تصل إلى خمسة ملايين ريال للمشروع الواحد. ويسعى البرنامج إلى تعميم ثقافة الأعمال بصورة تتناسب مع متطلبات هذا العصر وتؤكد على إمكانية تجاوز كل الصعاب بالإرادة القوية والعمل الجاد والتنافس القوي الذي يصل إلى حد تحدي الذات قبل الآخرين. وسيتوجب على صاحب المشروع أن يعرضه للنقاش أمام المستثمرين، كما أن عليه أن يدافع عنه بشراسة وأن يكون جاهزاً للرد وبإجابات وافية ومقنعة على كل الاستفسارات التي توجه له من قبل أعضائها بهدف إقناعهم بتبني مشروعه وتمويله مالياً. وستعمل «لجنة شباب الأعمال» في جدة على تأهيل الشبان لنقاش المستثمرين وتدريبهم، ويقول رئيس اللجنة أيمن طارق جمال: «دورنا سيتركز بشكل أساسي على تأهيل الشبان لنقاش المستثمرين، ونحن جزء من اللجنة الاقتصادية المتخصصة في البرنامج والتي سيكون من ضمن أدوارها أيضاً فرز المشاريع والمفاضلة بينها». وستتركز المناقشات والمداولات خلال حلقات البرنامج على تفاصيل المشروع وحاجة السوق إليه والشركات المنافسة ونوعية الإنتاج وعمليات التسويق والعائد المادي الذي يمكن أن يحققه بشكل عام ونسبة الربح المتوقعة من ورائه، قبل أن يوافق المستثمرون عليه أو يرفضونه. أما بالنسبة للمستثمرين الذين يمكن أن يشاركوا في برنامج «التجار»، فالباب مفتوح أمام كل رجال الأعمال السعوديين الذين يؤمنون بقدرات الشباب السعودي ولديهم الرغبة في تحفيز وتشجيع الأكفاء منهم على مشاركتهم في مشاريع استثمارية صغيرة ومتوسطة الحجم وتقديم لهم يد العون من خلال خبراتهم وتجاربهم الناجحة في هذا المجال. وحددت اللجنة الاقتصادية المتخصصة في البرنامج شروطاً عامة تخص المستثمرين، وهي أن يكون رجل الأعمال ناجحاً ويمتلك سيرة مبهرة، وقدرة على طرح أسئلة جريئة ورغبة في تأمين التمويل للاستثمارات المحتملة، وإضافة إلى أنه سيساعد في التنمية البشرية لشباب الوطن وإطلاق مشاريع تخدم شبابه ومجتمعه، فسيتحصل على فرص استثمار فورية لأعمال جديدة تأتي إليه للمرة الأولى قبل أن تذهب إلى أي مستثمر آخر لا يمكن الوصول إليه بسهولة. كما أن المشاهدين سيتعرفون عن قرب على عمل وطبيعة تجارة المستثمرين الخمسة المشاركين واهتماماتهم، وسيدركون أن هؤلاء المستثمرين لديهم الرغبة الحقيقية في مساعدة الجيل الجديد ومصداقية في التسويق المباشر بواسطة عرضهم لأعمالهم عبر برنامج «التجار».